رواية تمزج بين حب الهوس و الحزن ...، لفتاة تجد بأغاني فنانها راحة لروحها المحطمة بعد فاجعة .. تطوّرت مشاعرها رويدا رويدا ليصبح بشكل مبالغ به قليلا ، تتسلل الى حياة ذلك الفنان لتتمكن من رؤيته لتملأ ذلك الفراغ بقلبها الا أن رغبتها برؤيته تزداد يوما بع...
إنّه اليوم الثاني بالحفل ... لازال هناك حفل واحد فقط ... و كالعادة قاسيت لأتمكن من اشتراء تلك البطاقة للأماكن الأمامية ... دخلت كالعادة ... شعور غريب لازال يخالجني... تعب شديد ... هل من قلّة النوم ! .. شدة التفكير به يكاد يقتلني بالأيام الخوالي ...
أقف بأرجل ضعيفة تثقل كاهلي أنتظر خروجه ... و ها قد خرج من يعذّب فكري و قلبي ...
و لكن بالنسبة لي لا زال وجهي متجهّم أنظر اليه دون ملامح محددة ... أشبه جثة هامدة و لكن هذه المرّة لم أبكي ... ربما لأنني استوعبت أنه حقيقي ... أه هذه المرّة اشتريت الآرمي بومب ...
أمسك بها فقط ليلاحظني ... توقف الغناء .. أراد التكلم مع معجبينه قليلا .. ما إن عمّ المكان القلييل من الصمت ... صوت داخلي أخبرني أن أصرخ باسمه ... و فعلت هذا
" يوووووووونغيييي"
و لكن ... التفت إلي !! تلاقت أعيننا مجددا ... و كم تتعبني تلك النظرة... و ما زاد تعبي ..ابتسامته لي
أجل ابتسم لي ...
هل يتذكرني ؟؟ ...
يوجد بجيبي وردة حمراء ... أردت إعطاءها إياه لكنني لم أستطع ... شعرت و كأنه تجاهل الأمر ... أو ربما لم يراها بيدي بتاتا فأنا بالأخير بمكان مظلم
و كالعادة أكمل حفله ينزل يعطي توقيعه للبعض ، كالعادة لم أتحصل على توقيعه ... و ما الذي أتوقعه من حظي !! غادرت المكان ، متعبة للغاية .. أسكن بمكان رثّ للغاية يتكون فقط من غرفة صغيرة و دورة مياه ...
أشتغل نهارا و ليلا لأتمكن على الأقل التحصل على المأكولات الجاهزة ... و لكن يجب علي شراء هاتف ... حقيقة لا أنوي العودة الى بلدي حاليا
إنه اليوم الثالث ، آخر حفل ... و من الممكن آخر فرصة لي لأراه ... و كالعادة نفس أجواء و هتافات المعجبين و لازلت أجلس بالمقعد الأمامي أترقب خروجه .... نفس الشعور... كمية الحماس بقلبي هي نفسها ... لن أملّ من رؤيته و لو كان كل يوم ... و لكن كيف سأتمكن من رؤيته بعد اكمال الحفل ... على أي حال سأفكر بذلك فيما بعد أما الآن ... هاهو خرج ذلك الرجل الذي يعذبني بأحلامي ... حفظت كامل تفاصيله ... صرت أبتسم مع ابتسامته و أحزن بمجرّد رؤيته حزينا ... أشاهده و قلبي ينبض باسمه ... هناك شيء تغيّر بي بذلك الحفل ... ابتسامة طفيفة رسمت على وجهي ... بفضله !
هل سيلاحظني اليوم ؟
أتمنى ذلك ... و كأن هناك شيء يمنع سمع ما حوالي ، أستمع إليه فقط و كأنه يغني لي فقط بتلك اللحظة ... و ضعت يدي على ذلك الحاجز أمامي لأسند ذقني على كف يدي ، ... قطرة مياه لامست بشرتي .. إنها تمطر ... تسارعت قطرات المطر بالنزول ... ليس لدي معطف أو مطرية... جسمي يرتجف من شدة البرد و لا أملك أية مانع سأظلّ أراقبه بصمت ... و لكن هل سيتحمّل الأمر و يكمل الحفل ! ...
و كما هو متوقع منه ، أكمل الحفل دون أي تردد... جاءت أكثر لحظة أمقتها ... انتهاء الحفل و لكنه يجعل ذلك جميل بكل مرة و بطريقة ما ...
نزل يبادل الحديث مع بعض الفتيات ...
لاحظت أنني عندما أشاهده ليس بذلك البرود الذين يتحدثون به !... هاهو يقترب باتجاهي ... أعاهد أنه يراني كفتاة غريبة الأطوار .. الكل يصيح و يهتف باسمه بجنون باستثنائي كنت هادئة لحد اللعنة ... لكنه لا يعرف داخلي ... لذلك قررت التحدث اليه و لو بكلمة هذه المرّة ...
و هاهو أمامي الآن ، هربت من ثغره "أوه "صغيرة
"هذه أنت ! " ، انقبض قلبي ، هل هذا هو القدر ، هل تكافئني الحياة الآن بعدما سلبتني أعزّ ما أملك ؟
أجبته "أجل ، هل يمكنك التوقيع لي " ، لم يرفض ذلك بتاتا ، علت وجهي ابتسامة لأستمع الى تلك الكلمات منه " إنّك تبتسمين اليوم ، يا للراحة"
أقسم أن رباط ركبتي انحل و لم أستطع قادرة عن الوقوف ، على أي حال عاد ليغادر المكان و أنا كذلك
و لا زلت أكتب بتلك المذكرات تلك التفاصيل التي أتمنى لا أنساها بحياتي ...
مرّت أشهر و لم أستطع رؤيته من جديد و لكن على الأقل اشتريت هاتفا و تمكنت من إيجار بيتا صغيرا أفضل من السابق كما أنني صرت أشتغل كمندوبة مبيعات بمحلّ بيع الملابس، لا أنكر أن حالي تحسّن قليلا و لكنني ... ينقصني شيء من الداخل و هو رؤيته ... لذلك تجرّأت قليلا أبحث عن تلك المجموعات للساسانغ هذا هو أملي الوحيد ... وجدت مجموعة تتكون من الآلاف و لم أتمكن من دخولها إلا بعد أسئلة عديدة توجهت لي ... و كم هي مخيفة تلك المجموعة يعلمون ما يفعله بالتحديد ... و هذا يعجبني .. و لكن يزعجني أحيانا لأنني أريده لي وحدي ... أنا على يقين أنني لن أزعجه يوما سأظل أراقبه من بعييد ...
~~~~~~~~
بتبع
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.