" في حاجة مهمة أوي لازم تعرفها .. أنا كانت أمنية حياتي إني أشوفك أنت ومريم متجوزين لأني حسيت إنكم لايقين على بعض أوي .. مريم اتربت معاك تحت ايديا وشوفت قد ايه هي بتحبك .. مريم عفوية جدًا لما كانت بتتعامل معاك .. كل تصرفاتها كانت بتبين أنها بتحبك بجد .. شوفت غيرتها عليك وازاي كانت بتتعصب لما تشوفك بتتكلم مع بنت تانية .. ومش ناسية اليوم اللي جتلي فيه وهي بتزعق ودموعها على خدها .. كانت بتشتكيلي إنها شافتك مع زميلتك في الفصل بتضحكوا وبتهزروا .. عمر أنا عارفة إنك كمان بتحبها وإنك بتتمناها تكون مراتك في يوم من الأيام .. بس أنا مكنش ليا حيلة ومكنتش عارفة أساعدك إزاي؟ .. كنت وحدي تمامًا .. الموضوع اللي كان شاغل دماغي ساعتها هو إزاي هفاتح أهلها فالموضوع وهما ميعرفوش عني أي حاجة وكأننا مقطوعين من شجرة .. كنت عاوزة أشرفك وسطهم بس مكنتش عارفة أعمل كدة إزاي؟! .. كنت عاجزة تمامًا .. بعد ما اتطردت من بيت أهلك مكنش ينفع أرجعلهم تاني بعد كل اللي حصل .. مكنتش عاوزة أكسر قلبك وأحرجك قدام أهل مريم وأنا كنت متأكدة أنهم هيرفضوك مش عيب فيك لأ ده هيكون بسببي أنا .. بس صدقني يا عمر أنا معرفتش اتصرف إزاي في الموضوع ده .. أنا وعدتك إني هحققلك كل أحلامك وهساعدك بس دي الحاجة الوحيدة اللي كانت مسببالي كابوس ومكنتش عارفة أصحى منه .. وعشان كدا لازم ترجع لأهلك وتلجألهم وهما أكيد هيساعدوك ويقفوا جمبك ويشرفوك قدامهم .. لازم ترجعلهم يا عمر"
**********
استفاق من تفكيره فيما قرأه في مذكراتها، وقف أمام تلك البوابة الكبيرة بشرود واستعاد ذكريات كثيرة أمامه،
لم ينسَ يوم أن رحلت والدته بتلك الطريقة المهينة في أبرد ليالي الشتاء، كلما اقترب من تلك البوابة تتجمع الدماء في عروقه من الغيظ، لكنه كتم كل ذلك فهو لا يريد أن يدخل في نزاع معهم كما وعد والدته، لقد أتى ليأخذ حقه فقط ولا يريد شيئا آخر.
فتحت البوابة ليجد رجلًا يعرفه جيدًا، ابتسم له عمر وقال:
- أخبارك ايه ياعم فتحي؟
نظر له الرجل بتعجب وقال: الحمد لله .. هو حضرتك تعرفني؟؟
أومأ برأسه وقال ببسمة: عز المعرفة .. أنا أبقى عمر .. عمر أحمد الهلالي
اتسعت عيناه بذهول ووقف ينظر له لبرهة وإذ بوجهه قد تهلل وضمه إليه وقال بفرحة عارمة:
- أنا مش مصدق!!!! أنت عمر بجد؟!!!! بسم الله ما شاء الله كبرت وبقيت راجل وسيد الرجالة!!!
عمر بسعادة: وحشني جدًا ياعم فتحي أخبارك ايه وأخبار المدام والعيال؟
فتحي بفرحة: كلهم بخير والحمد لله
عمر: أنا عاوز أشوفهم وأسلم عليهم
فتحي: طبعًا دول مش هيصدقوا إنك رجعت بالسلامة .. ثواني هروح أبلغهم
تابعه عمر بنظره بإبتسامة وقال بهمس:
- ماما الله يرحمها كانت دايمًا بتحب تشوفهم وتقعد معاهم وأنا وعدتها إني هنفذ وصيتها
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
