الفصل الرابع

92 5 0
                                        

أدارت مفتاحها في الباب ودلفت للداخل، وقفت في مكانها فجأة عندما وجدت ضيوفًا في غرفة المعيشة، نظر إليها أحدهم ببسمة ونهض بمجرد رؤيتها وقال بعين تشع شوقًا وفرحًا برؤيتها:

- فاطمة!! وحشتيني أوي!!

كانت تتفحصه بدقة حتى تهلل وجهها وقالت بعدم تصديق:
- عمو صالح؟!!!

هز رأسه ببسمة وقد دمعت عيناه، جرت نحوه بسرعة لترتمي في حضنه وتقول باكية:

- مش مصدقة إنك هنا!! وحشتني اوي اوي يا عمو

صالح بسعادة: وإنتي اكتر يا فاطمة مش قادر اوصفلك أنا سعيد قد ايه عشان شوفتك تاني .. ما شاء الله كبرتي
وبقيتي عروسة

مسحت دموعها بيديها وقالت:
- من يوم ما جينا هنا مشوفتكش تاني .. ليه بعدت عني طول الفترة دي؟!!

صالح بحزن: غصب عني يا فاطمة .. أنا سافرت بأهلي برة مصر واستقرينا هناك ومكنتش ناوي أرجع تاني

سكتت قليلًا ثم قالت: وايه اللي رجعك بعد السنين دي كلها؟!

نظر صالح لعادل نظرة ذات معنى، كان الأخير ينظر إليها بسعادة كبيرة بعينين دامعتين وهو لا يصدق أنها حية
تُرزق أمامه الآن، منذ رؤيتها تدخل البيت وهو لم يبعد بصره عنها البتة، لقد شعر وكأنها حسناء زوجة صديقه،
إنها نسخة طبق الأصل من والدتها، اتسعت ابتسامته وقال:

- فكراني يا فاطمة؟

نظرت إليه بإستغراب من نظراته المليئة بالدموع، تفحصته بدقة وقالت:

- ملامحك مش غريبة بس مش فاكراك أوي

عادل: أنا أبقى عادل صاحب باباكي الله يرحمه

اتسعت عيناها بمفاجأة وظلت تنظر إليه مطولا وقالت بصوت خافت:

- عمو عادل مهران؟!!

أومأ برأسه ببسمة، فنظرت إلى صالح بإندهاش وقالت:
- هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟!!

لم تُبدي أي شكل من أشكال الفرحة برؤيته ثم أكملت وهي تنظر لعادل:

- إنك تيجي بنفسك هنا بعد العمر ده يبقى في سبب كبير مش كدة يا عمو عادل؟

لم يتفاجئ من رد فعلها تجاهه فقال بهدوء:
- كل حاجة هتفميها في وقتها

فاطمة بنبرة ساخرة: أفهم ايه بالظبط؟!!! جاي تقولي ليه أهلي اتبروا مني ومفيش حد فيهم سأل عليا طول السنين
دي؟ ولا جاي علشان افتكرت أن في واحدة تبقى بنت أعز أصدقائك والمفروض تسأل عليها وتشوفها حية ولا ميتة

سكت عادل ولم يرد، فنظر صالح لإبراهيم بأسف فهي لا تعرف أنهم قد أخفوا عنها أمورًا كثيرة حتى يحموها،
تكلم صالح وقال:

- فاطمة! .. إحنا جينا النهاردة عشان ترجعي إسكندرية لبيت أهلك وتعيشي عيشة أحسن من كدة .. انتي خلاص كبرتي ولازم تاخدي حقك بالكامل

كما وعدتك - الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن