نظرت إليه بذهول كبير وقد زادت ملامح المفاجأة على وجهها، ثم نزعت نظارتها ومسحتها بالمنديل وارتدتها مرة ثانية ونظرت إليه وهي تتفحصه غير مصدقة أنه أمامها الآن، وقف قبالتها وابتسم ابتسامته الجميلة وقال:
- مش قادر أوصفلك فرحتي إني شوفتك من تاني يا أختي الكبيرة
ابتسمت له إبتسامة عريضة وقالت بعين دامعة من شدة فرحتها:
- والله ما مصدقة إنك قدامي دلوقتي يا عمر!! والله ما مصدقة!! .. إزيك أخبارك ايه كنت فين الفترة الطويلة اللي فاتت واختفيت فين وايه اللي حصل في حياتك؟!! .. بقولك ايه انا مش مركزة ومش عارفة اجمع اسئلتي يلا بينا نروح كافيه قريب من هنا عشان نعرف نتكلم
أومأ برأسه بضحكة وذهب معها، جلسوا في كافيه فخم في مكان هادئ، نظر إليها وضحك عندما رآها تثبت نظرها
عليه وملامح الذهول ما تزال على وجهها فقال:
- ايه يا مروة هتفضلي بصالي كدة كتير؟!
انتبهت وقالت: آسفة بس مش قادرة أستوعب إني شوفتك مرة تانية بعد ما فقدت الأمل خلاص
ثم أردفت وهي تضع مرفقها على المنضدة وقد أسندت ذقنها على يديها:
- احكيلي عنك وعن المعيشة برا كانت عاملة إزاي والجو في كندا وكدة؟
نظر لها بدهشة وقال: كندا؟!
مروة: أيوة مش كنت عايش هناك مع طنط حسناء؟
زادت ملامح الدهشة على وجهه وأخذ يفكر كثيرًا حتى قالت مروة:
- اخبار طنط حسناء ايه صحيح نسيت ما اسألك
أخفض بصره ولم يرد ثم رفع رأسه وقال بعين دامعة:
- ماما ماتت من ٣ سنين يا مروة
شهقت ووضعت يدها على فمها وقالت بصدمة:
- إنا لله وإنا إليه راجعون ربنا يرحمها .. أنا آسفة اوي يا عمر
ساد الصمت لبعض الدقائق فجاء إليهما النادل وأعطاهما المشروب، فقال عمر مغيرًا مجرى الحديث:
- سيبك مني واحكيلي عنك عاملة ايه في حياتك وأخبار أختك إسراء كبرت ولا لسه؟
ضحكت مروة وقالت: لا كبرت واتجوزت ومعاها مليكة دلوقتي .. دي هتفرح جدًا لما تعرف إنك رجعت بالسلامة
عمر بفرحة: ما شاء الله ربنا يخليهمولك يا رب .. طب وإنتي معاكي كام عيل دلوقتي؟
مروة: أنا لسه متجوزتش
عمر بدهشة: لسه متجوزتيش إزاي؟!!!
مروة: اتقدملي ٣ شبان قبل كدة وفسخوا خطوبتهم مني واخرهم كان من حوالي شهرين
عمر: معقولة؟!! ومين العبيط ده اللي يرفض أنه يرتبط بيكي يا مروة؟!!
ضحكت بشدة وقالت: أهو نصيبي بقى يا عمورة أعمل ايه؟ .. ولا أقولك ما تتجوزني أنت وخلاص
أنت تقرأ
كما وعدتك - الجزء الثاني
Romanceما الذي حل بك؟! ... هل رفعت راية الاستسلام؟! ... كلا هذا ليس من شِيَم الرجال أمثالك أبدًا، فأنت الذي من اعتدنا أن يبقى مقاتلًا حتى آخر رمق، أنت الذي من اعتدنا أن يفي بعهوده ولا ينقضها مهما حدث، إذًا هل ستخلف وعدك لأول مرة؟! ... لا من المستحيل أن تفع...
