الفصل الثالث

261 3 0
                                    

استقرت السيارة أمام المبني ذاته التي قد حضرت إليه «أروي» في الليلة الماضية، ترجلت خارج السيارة حاملةً لبعض الكتب، و قبل أن تصل إلي حارس المبنى، كانت قد سقطت أرضًا نتيجة لدعسها الخاطئ علي مقدمة ثوبها.

و بغتةً فُتح باب السيارة المجاور لعجلة القيادة، ليظهر ذلك الشاب الذي صُدم «باسل» بتواجده برفقة «أروى».

تقدم إليها سريعًا و ساعدها علي النهوض سائلاً:
- انتي كويسة؟

أجابته بنبرة هادئة بينما نزلت بنصفها العلوي لتأخذ تلك الكتب التي تبعثرت علي الطريق:

- كويسة.... كويسة يا «فارس».

حاول «فارس» أن يساعدها في جمع الكتب، و لكنها منعته سريعًا و قالت:

- انا هلمهم، ارجع انت للعربية و أنا هعطيهم للحارس و جاية.

و كان حقًا ما قالته حيث أعطت الكتب لحارس المبني، و أكدت عليه إعطائهم ل «رمزي»، ثم تحركت مرة أخرى و صعدت إلي السيارة و توجهت برفقة «فارس» إلي المستشفى التي حُجزت بها والدته.

كان في غرفته، مسترخيًا و قد أسند رأسه إلي كفيه المعقودين خلف رأسه، و هو مغمض العينين، و يفكر في هذه التى اقتحمت حياتهم دون سابق إنذار لتقلبها رأسًا على عقب، فبعدما كان يعد الأوراق اللازمة للعودة إلي الكويت، حيث تقطن والدته، أصبح الآن مجبرًا على البقاء من أجل الحصول على تلك الأموال و الأملاك اللعينة التى لم يكن راغبًا بها يومًا، و إنما رغبت بها و أرادتها بشدة تلك السيدة «سميرة» التى جعلها القدر والدةً له.

استوى علي قدميه فى حركة سريعة، و تحرك مغادرًا القصر بأكمله، عاقدًا العزم علي إنهاء ذلك الوضع السخيف، و كشف حقيقة تلك الطفلة التى لا يراها سوى، فتاة عديمة الأخلاق، كسا الطمع عقلها و جعلها تتزوج برجل من عمر جدها فقط لتحصل علي المال.

                             ********
اجتمعوا علي مائدة الطعام و قد انضمت إليهم «ميار»، التى عادت إلي سابق عهدها في انتقاء الثياب، و كعادتها جلست بجانب «باسل» و هي تطالعه بإعجاب جام، فنظر إليها مردفًا بضجر:

- هفضل متراقب كدا كتير؟!

ضيقت ما بين حاجبيها و سألته ببلاهة:

- مين اللي مراقبك يا حبيبي؟ حياتك في خطر و لا ايه؟

ابتسمت «أروى» و غمغمت بلهجة ساخرة:

- و الله انتي اكبر خطر.

وصلت كلماتها الساخرة الي سمع «باسل» الذي أردف بنبرة مماثلة:

- على أساس إنك امان يعني!!!

طالعته «أروى» بجدية، و سألته بنبرة هادئة:

- تقصد ايه؟؟؟

نظر إليها مطولًا قبل أن ينطق و هو ينهض:

- هقولك قصدي بعدين.

أحفاد المُعزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن