الاختيار الأخير ج٣

4.6K 148 9
                                    

جزء ٣..
_ استهدي بالله ودخلي شنطتك جوه، عشان انا مش ضامن نفسي اقدر اتحكم في اعصابي اكتر من كده.
ضغط على نفسه كثيرًا كي لا يتهور ويفعل ما لم يفعله طوال سنوات زواجهما، وقد نجح وهو يضغط على اسنانه بقوة ليهدأ غضبه..
نظرت له بأنفاس سريعة من شدة غضبها هي الأخرى، ووقفت تنظر له هكذا بصمت لثواني كأن عقلها يفكر في شيء ما، وهو ينظر لها بانتظار لخطوتها القادمة، والتي تفاجأ منها حين وجدها تلتف لتسحب حقيبتها وتدلف الغرفة بالفعل!
وقف قاطبًا حاجبيهِ بتفاجئ لتصرفها فقد ظن أنها ستعانده وتصر على موقفها حتى ولو لقليل قبل أن تخضع ففي النهاية هي تعلم جيدًا أنها بلا مأوى!

نصف ساعة وخرجت من الغرفة وقد اتخذ هو الاريكة مجلسًا له يفكر في القادم بينهما...
قطعت تفكيره وهي تضع الحقيبة مرة أخرى نصب عيناه، ليزفر باختناق وهو يردد بسأم:

_ استغفر الله العظيم، انتِ طلعتي تاني! ده انا قولت عقلتي لما دخلتِ الاوضة، وهديتي وفكرتي فيها صح.

نظرت له بثبات وهي تجيبه بأعين مثبته عليه بقوة:

_ مانا عقلت وفكرت فيها صح فعلاً.

رفع حاجبه ساخرًا يسألها:

_ ده ازاي بقى؟ اومال ايه الشنطة دي؟

_ لا دي مش شنطتي، دي شنطتك أنتَ.

نهض واقفًا بعدم استيعاب لجملتها وهو يقول:

_ مين قالك اني ناوي اسيب بيتي؟!

احتدت نبرتها وهي تخبره:

_ لا، مهو مش بمزاجك.. أنتَ مش كده كده هيبقالك بيت تاني؟ وهتقعد فيه اكيد، ويوم ما مزاجك يجيبك هتيجي هنا... فانا بوفر عليك البهدلة وبقولك احنا مستغنيين عن وجودك، خليك هناك معاها، ووقت ما تحب تيجي تشوف ولادك البيت مفتوح.. بس تشوفهم وتمشي متعملش حسابك تبات، وورقة طلاقي توصلي، وياريت يكون عندك كرامة وتقبل بالوضع ده.

انفعل عليها من صدمته فيما تقوله، فلم يتوقع ان تضعه في ذلك الموضع، وما زاد من انفعاله هو جملتها الأخيرة، فهدر بها:

_ يكون عندي كرامة! لا أنا عندي كرامة اوي كمان، متفكريش اني همسك في ديلك واقولك مش مطلقك، لو ده اختيارك، يبقى أنتِ الي اختارتي، بس كوني عارفة إني مكنتش مخطط اني اطلقك ولا اسيب بيتي وولادي، واعتقد ان في كتير زيي، بيتجوزوا وبيوازنوا بين البيتين وفي ناس عندهم ٣ بيوت وعادي، لكن مادام ده اختيارك فأنا مش هراجعك فيه.. بس افتكري كمان اني مظلمتكيش.. بس ياترى مين قالك اني هسيب شقتي وامشي!؟

انسدلت دموعها التي حاولت كثيرًا كبحها واختنقت بتلك الغصه التي انتابت حلقها:

_ مظلمتنيش! اه فعلاً، والناس الي بتتكلم عنهم دول، كدابين كلهم، محدش يقدر يعدل بين بيتين، محدش يقدر يوازن بينهم، انتوا بس بتريحوا ضميركوا..
وهتسيب الشقة وتمشي عشان انا حاضنه، وعشان مش هترضى لولادك البهدلة لو طلعت من هنا بيهم، ويكون في علمك، هتبقى على موتي لو طلعت من هنا من غيرهم.

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن