أنت السكون وسط عالم يعج بالضجيج
_________________________
وقت الدخول الجامعي
الساعة السابعة صباحًا.
سكون مهيب يغلف الأجواء، لا أصوات للرياح ولا للأمطار، تتراص السحب الرمادية في عتمة السماء متراكمة كالهضاب، تعلن انتحابها لوَدَقٍ أثيث، يروي عطش الجفاف، ويُريح غليل الأرواح.
فتحت ستار النافذة، وفي تلك اللحظة بدأت السماء بذرف غَدَقٍ شتيتٍ، يسقط كحبات على سطح الحلة البيضاء. كان ذلك لدقائق، وكأن الغيوم تفرغ ما بداخلها من جوى، فرحة بفصل الشتاء.
بعد نصف ساعة تقريبًا، جهزت عفاف نفسها، مرتديةً حجابًا أسود اللون ومعطفًا بنيًا طويلًا.
ترجلت للخارج بعد أن احتست قهوتها، حيث كان ينتظرها أندريو في السيارة بحلته السوداء، من سرواله العريض إلى سترته الجلدية، منغمسًا في سماع موسيقاه المفضلة كعادته، متغافلًا عن عفاف التي وقفت أمامه تحدق به عبر النافذة.
رفع ناظره يحدق في المرآة الأمامية بينما يعدل قبعته الصوفية، ليقاطعه صوتها وهي تقول:
"سماع الموسيقى لا يجوز."
التفت إليها بحركة سريعة، ثم أطفأ مشغل الموسيقى ورد:
"آسف."
أشار للكرسي بجانبه ثم أضاف:
"هيا أسرعي، سنتأخر."
حركت ناظرها داخل السيارة ثم التفتت للخلف وقالت:
"وخالتي؟"
ابتسم بهدوء عندما لاحظ توترها.
"أمي لن تأتي الآن، سأوصلك أنا."
تصلبت في مكانها بينما تفكر، وبعد لحظة من التردد فتحت الباب الخلفي وركبت.
ساد الصمت معظم الطريق، اكتفت هي بالتحديق في قطرات المطر عبر النافذة، واكتفى هو بسرقة نظرات منها عبر المرآة الأمامية أحيانًا، ليكسر سؤاله ذلك الصمت:
"لم تخبريني، ماذا ستدرسين؟"
"البرمجة، وأنت؟"
همهم بصوت رجولي ورد:
"اللغات، أقسامنا بالقرب منكم، سنلتقي كثيرًا."
لحظتها كانا قد وصلا للجامعة، حيث ترجلت عفاف من السيارة، ليقاطعها:
"عفاف."
أنت تقرأ
قلوب محرمة
Randomقلبان أحبا، كان حباً محرما دينيا كانت هي السلام في عالم صاخب. وكان هو الهوى الضائع في غياهب ومتاع الدنيا. التقى قلباهما فكانا قلبين محرمين. كانت عابدة تقية عفيفة. وكان هو ملحداً ضالاً تائهاً. أحبته، لكن عفتها ودينها منعاها. أحبها، لكن القدر منعه. في...