كم من قلوب غَرِقَت في متاع الدنيا، تنبض لشهواتها، وتسكن لملذاتها، حتى تاهت عن سبيل الحق،فنسوا أن الدنيا فانية، وأن الحياة الآخرة هي الدار الباقية. يا أسفاه، انشغلوا بالزيف المؤقت، وتركوا نعيمًا لا متناهي! فهل سيتيقظ العقل من جهله وتثار الروح من غفلتها أم ما زالت مهجهم عطشى لما لن يرويها إلا قرب الله؟_______________________
دخل شتاء كندا البارد، واشتد الجو برودا، يوما بعد يوم، اسْتَتَرَت الشمس خلف تراكمات السحب الرمادية لأيام، هجر الطير البلد ودخلت الحيوانات جحورها، حزنت الأشجار وتعرت من أوراقها، عزفت الرياح بأنغامها المختلفة، أحيانا تستدمع الغيوم هتان خفيفا يروي الأرض، وأحيانا تنتحب وابلا يكاد يخترق الأسقف
مرت قرابة شهر، استغلت بهار الفرصة لتعريفهم بمدينة تورنتو وما جوارها، تأخذهم كل مرة لزيارة أماكن جديدة قبل الدخول الجامعي
استطاعت عفاف الإعتياد على منزلها وبلدها الجديد إكثر، ورغم أن قلبها مازال متعلقا بالجزائر وحنينها لذكرياتها مع صديقتها، إلا أن العقل كان فاصلا للمشاعر، وأدركت أنه عليها التعايش مع وضعها
أندريو بدأ في التغير شيئا فشيئا، هو يحاول جاهدا المحافظة على صلاته رغم تفويت وقتها معظم الأوقات، ولكن لا ننفي أن الإنتكاسات تحدث حتى لقلب مؤمن، ورغم ذلك لا زال يجاهد النفس على نيل رضى الله سبحانه، وكان لعفاف الفضل بعد خالقه وكانت سببا ثانيا لهدايته بعد وفاة صديقه، فكل يوم يحرص على الجلوس معها لتزويده ببعض المعلومات. بينما لا تزال هي، كعادتها، تغلف ملامحها بالخجل حريصة على عدم وقوع خلوة
صباح شتاء جديد، فتحت عفاف ستار أجفانها ببطئ بعدما تسلل ضوء الصباح لغرفتها، استيقضت ثم توجهت مباشرة لتزيح ستار النافذة، ابتسمت راحة عندما رأت بقايا الحلة البيضاء تكسو أسقف المنازل، السيارات والأشجار
ارتدت حجابها بعدما اغتسلت ثم نزلت لشرب قهوتها الصباحية، ألقت السلام عندما وجدت خالتها ووالدها بالمطبخ ثم كسبت فنجانا لنفسها
وبينما الجميع يحتسي قهوته قالت بهار:
"إذن سنذهب بعد قليلا من أجل تسجيلك في الجامعة، هل أنت متأكدة من قرارك؟"
بعدما أن دخلت اختبار اللغات الإنجليزية والفرنسية في هذا الشهر ونجحت فيه، استطاعت أخيرا أن تختار التخصص التي تود دراسته، لذا أجابت:
"نعم، اخترت البرمجة فهو تخصص يثير اهتمامي، كما أن لدي أفكار أريد توضيقها في هذا المجال"
أنت تقرأ
قلوب محرمة
Randomقلبان أحبا، كان حباً محرما دينيا كانت هي السلام في عالم صاخب. وكان هو الهوى الضائع في غياهب ومتاع الدنيا. التقى قلباهما فكانا قلبين محرمين. كانت عابدة تقية عفيفة. وكان هو ملحداً ضالاً تائهاً. أحبته، لكن عفتها ودينها منعاها. أحبها، لكن القدر منعه. في...