****عاد من جامعته بملامح محبطةٍ و حزينة ، ليجلس على إحدى حافات الحي بجوار صديقه الذي يُشير إليه بذلك
هيوا : ... تبدو محبطاً جداً ... ما الأمر ...
يوجين : .....
هيوا : .....؟! ....
يُبعد الأفحم أدوات التصليح التي يُصلح الآخر بها غيتاره ليحتضن ذراعه مغرزا وجهه بعنقه
شعر الآخر بغرابته لتتسع عدستيه بشعوره ببل زرقاوتيه البراقة
هيوا بينما يمسك مؤخرة رأسه بلطف : ما بك ؟! ...
يوجين : .....
هيوا : ... حسناً أظن أنني سأكمل إصلاح غيتاري ...
ينفض بخفة ذراعي الآخر الذي أبعد وجهه بالفعل
ليعيد الأكبر تركيزه بغيتاره متصنعاً البرود و الإنزعاج ، ليعاود الآخر إبعاد الغيتار و إحاطة جذعه بينما يدفن وجهه بجانب معدته
يوجين : ... سمعت أن أحد أصدقائي توفي ...
لتتبدل ملامح الآخر المدهوشة وحزينةً لأجله
هيوا : ... اوه ... أنا آسف ...
يوجين : ... قيل أنه إنتحر ...
هيوا : ... هذا محزنٌ جداً ...
يوجين : ... المحزن أنه ليس من هذا النوع من الأشخاص ... هو شخصٌ لطيفٌ جداً و مرح ... يستحيل أن يفعل شيئاً كهذا ... هو بنفسه ساعد بعضاً من زملائنا للتوقف عن إذاء أنفسهم ...
هيوا : .....
يوجين : ... تغيب أشهراً عن الدوام ... و هذا ليس من عادته أبداً ... ثم علمت أنه بالفعل توفي ... أعتقد منذ شهرين ... لكن ... الآن حتى علم الجميع ...
هيوا : ... لابد أنه مر بفترةٍ صعبةٍ جداً و لم يستحمل الأمر ...
يوجين : ... مهما كان الأمر صعباً ... هذا غباء ... كيف يفكر أحدهم بفعل شيئٍ كهذا ... خصيصاً إن كان يملك أحداً يُحبه ...
هيوا : ... هل لديه أحد ...
يوجين : ... اجل ... لابد أنه الآن محطمٌ جداً ... أشعر بالحزن الشديد رغم أنني مجرد صديقٍ عادي لا أكثر ... لا أستطيع تخيل شعور من يحبه ...
هيوا : ....
يوجين : ... غباء ... هذا غباءٌ كبير ... إياك أن تفتعل أمراً كهذا ... لن أسامحك أبداً ... إنه لا يختلف عن الهجران و التخلي ... إياك ... أتفهم ... إياك ...
.....................
دخل إحدى المباني السكنية الشاهقة ، يعبر الإستقبال الذي رحب به بلطافة ، ليهم بحقيبته للمصعد
متجهاً لطابقٍ معين ، حيث تتواجد شقته ، وصل للباب يُخرج مفاتيح منزله ، ليُحدق قليلاً بباب جاره

أنت تقرأ
أثرُ فراشة
Randomمجموعة من الأصدقاء المحطمين ، يربطهم شغف الموسيقى ، بيأس و إصرار يحاولون شق طريقهم للصعود و النجاح .... bl /مثلي دراما / شريحة حياة / عاطفة / رومانس / نفسي / تراجيدي