13

52 3 0
                                    

****عاد من جامعته بملامح محبطةٍ و حزينة ، ليجلس على إحدى حافات الحي بجوار صديقه الذي يُشير إليه بذلك

هيوا : ... تبدو محبطاً جداً ... ما الأمر ...

يوجين : .....

هيوا : .....؟! ....

يُبعد الأفحم أدوات التصليح التي يُصلح الآخر بها غيتاره ليحتضن ذراعه مغرزا وجهه بعنقه

شعر الآخر بغرابته لتتسع عدستيه بشعوره ببل زرقاوتيه البراقة

هيوا بينما يمسك مؤخرة رأسه بلطف : ما بك ؟! ...

يوجين : .....

هيوا : ... حسناً أظن أنني سأكمل إصلاح غيتاري ...

ينفض بخفة ذراعي الآخر الذي أبعد وجهه بالفعل

ليعيد الأكبر تركيزه بغيتاره متصنعاً البرود و الإنزعاج ، ليعاود الآخر إبعاد الغيتار و إحاطة جذعه بينما يدفن وجهه بجانب معدته

يوجين : ... سمعت أن أحد أصدقائي توفي ...

لتتبدل ملامح الآخر المدهوشة وحزينةً لأجله

هيوا : ... اوه ... أنا آسف ...

يوجين : ... قيل أنه إنتحر ...

هيوا : ... هذا محزنٌ جداً ...

يوجين : ... المحزن أنه ليس من هذا النوع من الأشخاص ... هو شخصٌ لطيفٌ جداً و مرح ... يستحيل أن يفعل شيئاً كهذا ... هو بنفسه ساعد بعضاً من زملائنا للتوقف عن إذاء أنفسهم ...

هيوا : .....

يوجين : ... تغيب أشهراً عن الدوام ... و هذا ليس من عادته أبداً ... ثم علمت أنه بالفعل توفي ... أعتقد منذ شهرين ... لكن ... الآن حتى علم الجميع ...

هيوا : ... لابد أنه مر بفترةٍ صعبةٍ جداً و لم يستحمل الأمر ...

يوجين : ... مهما كان الأمر صعباً ... هذا غباء ... كيف يفكر أحدهم بفعل شيئٍ كهذا ... خصيصاً إن كان يملك أحداً يُحبه ...

هيوا : ... هل لديه أحد ...

يوجين : ... اجل ... لابد أنه الآن محطمٌ جداً ... أشعر بالحزن الشديد رغم أنني مجرد صديقٍ عادي لا أكثر ... لا أستطيع تخيل شعور من يحبه ...

هيوا : ....

يوجين : ... غباء ... هذا غباءٌ كبير ... إياك أن تفتعل أمراً كهذا ... لن أسامحك أبداً ... إنه لا يختلف عن الهجران و التخلي ... إياك ... أتفهم ... إياك ...

.....................

دخل إحدى المباني السكنية الشاهقة ، يعبر الإستقبال الذي رحب به بلطافة ، ليهم بحقيبته للمصعد

متجهاً لطابقٍ معين ، حيث تتواجد شقته ، وصل للباب يُخرج مفاتيح منزله ، ليُحدق قليلاً بباب جاره

أثرُ فراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن