أثرُ فراشة

12

قرر اللطيفَين التنزه قليلاً بالأرجاء بعد إلحاح فحمي لشم بعض الهواء النقي

يُلبسه معطفه بلطف بينما يُقلص زرقاوته دليلاً لتبسمه

يُشابك ذراعيهما ليتجها للمنتزه ، حيث المياه الهادئة و السماء اللطيفة ، بعض الخَضار المتوزع بالأرجاء ، الجو مسالم و معتدل بنسمة بردٍ لطيفة تداعب خصلات فحمي و تسبب الحُمرة لأنف بندقي

يوجين : ... مر وقتٌ على تنزهنا ...

هيوا : ... هممم ...

يوجين : ... اووه ... لايزال متواجد هيا بنا ...

لمح كشكاً للسمك المشوي ليُسرع بسحبه و التوجه نحوه ، قام بطلب شطيرتين و مشروبين ليتناولاها امام البحر أسفل ستائر الظلام ...

يوجين : ... هيوا ...

هيوا : ....

يوجين : .... تحدث ... قل شيئاً ...

هيوا بهدوء : ... لا شيء يقال جيني ... لا شيء يقال ...

يوجين : ...

موجهاً بصره للذي صمت بشكلٍ مفاجئ ، ليلمح زاويتي شفتيه منعكفتين بتبسم

هيوا بإستفهام : .....

يوجين : ... لقد مرت مدة منذ أن ناديتني هكذا ...

هيوا : .....

يوجين : ... لقد كنتُ حقاً أتألم بعدم سماعي هذا اللقب منك مجدداً ...

هيوا : ... آسفٌ لذلك ...

يتقدم منه ليُحاوط كلتا ذراعيه عنقه مُسنداً رأسه على كتفه

يوجين : ... توقف عن هذا أرجوك ... أنت تأكل نفسك ... إن كنت غاضباً فأصرخ ... حطِّم ... حزيناً فأبكي ... لكن ... لا تكن هادئاً هكذا ... أعلم كم هو مؤلم ... لكن ... لا بأس ... ستتخطاه لا محالى ...

هيوا : ......

يوجين : ... أنت بنفسك أخبرتني بذلك هل نسيت ...

هيوا : .. كنتُ مغفلاً ... لذا تحدثتُ بالهراء محاولاً التخفيف عنك دون معرفة مقدار ألمك ... كنتُ أتفوه بالهراء ... لكنني الآن أدركه ... و ... لا أعتقد أن تلك الكلمات مفيدة أبداً ... لذا أنا أعتذر منك لإستهزائي بألمك ...

يوجين : ... كلا ... صدقني الأمر ليس كذلك ... قد تبدو ككلماتٍ سخيفة و سطحية ... لكن ...
لكنها ذو وطئةٍ مسالمة ... أن أسمعها من شخصٍ أحبه و أثق به ...
أن يُمسك بيدي و يِخبرني أنني على ما يرام ... و أن يبقى بجانبي طوال الوقت و يهتم بأمري ... أن أرى محاولاته لإسعادي ... ثقته بي ...
كل هذه الأمور ليست مجرد أمورٍ سطحية ... تخطيت الأمر بمساعدتك ... أصبحتَ وجهاً لي أواجه به الحياة ... تحميني خلف ظهرك و تواجه عني ...

هيوا : ....

***** بإستعجال يأخذ الممرضين السرير النقال بالراقد به لغرفة الطوارئ ، ليُوقفوا كلا من الشابين و الفتاة خارج الغرفة