11

41 3 0
                                    

مرت عدة أيامٍ على المكوث بالمستشفى ، هادئٌ و صامت ، يأكل ما يُطعمه لطيفه ، و يهمهم لما يقوله ، و الآخر يحاول بيأسٍ إراحته و التخفيف عنه

مقيدٌ و عاجز ، لا يعرف ما يفعله لأجله ، كل ما يعرفه أن الآخر إنطفأ تماماً ، خمدت شعلته و تلاشت مع الدخان للأبد

ما ألمه أكثر إبتسامته المصطنعة التي خبأت قهراً كبيراً بمشاهدة عرضهم الذي تم رفعه على شبكات الإنترنت

رغم تبسمه و الثناء عليهم لكنه لاحظ إختناق قلبه ، لاحظ بريق دمعاته التي يحاول كبحها ...

الجميع ملتمين حوله على السرير و يتحدثون بصخب يلاطفونه ، متحمسين ، تجلس الصغيرة بجانبه ملاصقةً له ، تتشبث بيده ، و تبتسم له بلطف كلما اصطدمت عسليتيهما

..............

عاد كلٌ منهم لتدريبهم كالمعتاد ، حيث تواصلت إحدى شركات التوزيع و الإنتاج الكبرى بالبلدة معهم ، مما أشعل حماستهم أكثر 

و بإستعادة رفيقهم صحته و تعافيه زاد من فرحهم

منغمسين بتدريبهم بينما الآخر يجلس بالأريكة جانباً و يتأملهم بصمت ، ليكسر شروده قدوم المقنع بكوبين من القهوة الساخنة ، و يجلس بجواره بهدوء

يوجين : ... أليس جميلاً ؟! ... سنكون سوياً طوال الوقت ...

هيوا : .....

يوجين : ... أيمكنني المجيىء معك ؟! ...

هيوا : ... كلا ... سأذهب و أحضر هَيَا وحدي ... سنعود فوراً ... من المفترض أن تكون أنهت توضيب أغراضها ...

يوجين : ... سأرافقك بالطريق ...

هيوا : ... لا بأس ... سأذهب وحدي ... لستَ مُضطراً للعودة لذلك الحي ... كما أنني لن أدخل المنزل لذا لا تقلق ...

يوجين بترجي : .....

هيوا بإستهزاء : ... يدي التي عُطبت و ليست قدمي ... لا زال بإمكاني السير ...

مستهزءً بسخرية تزامناً ما إستقامه و توجهه للخراج بينما الآخر يحدق بأثره بقلبٍ مُتألم ....

.................

توجه كلّاً من ريان و ليوس للعودة لشقتهما ، لتبقى السمراء الفاتنة بجوار الآخر ذو القناع

يُرتبان المكان بهدوءٍ و راحة الى حين وصول كلاً من هيوا و شقيقته

يُحضّر الشاب زاوية لطيفة بمفرشٍ ناعمٍ و لطيف للصغيرة

يوجين بسخرية : ... ههه ... لا أعلم كيف انتهى بنا المطاف بمبناً مهجور ههه ... يبدو أننا منحوسين جداً ...

كايا بسخرية : ... خهه ... منحوسَين إنجذبا لبعضهما ... *بجدية * ... لكنهما لائقان جداً ... هممم ... لا تعلم ربما المستقبل مشرق ...

أثرُ فراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن