غابة محرمة | 16

4.4K 455 373
                                    

ضع نجمة التقييم قبل البدء بالقراءة لتشجيعي على كتابة المزيد ⭐⭐⭐
.
.
.
.
.
.
.
.

إرتمى أجرام على أريكة منزله منتشيا بنظرة من عينيها رغم أنها كانت نظرة ريبة ، إبتسم للسقف و هو يتخيل وجهها الحسن " يبدو أن الحصول إنتقامي لن يكون كافيا لجعلي أغادر .. لأن رغبتي بكِ أشد من رغبتي به "

ثم نهض معتدلا في جلسته " و لكن ماذا دهاني حتى كسرت الباب كي تلاحظني ! يبدو أنني قد بالغت في الأمر .. لا يمكن أن أسمع لفتاة بمثل عمرها لازالت تدرس أن تفعل بي كل هذا "

نهض منزعجا من نفسه و أخذ كتابا جلديا من حقيبته " علي أن أفكر كيف سأجعل ساحر المرجين يفك هيليوس أو بماذا سأهدده على الأقل ليقوم بذلك "

.
.
.
.
.
.
.

في الغابة المحرّمة و بالتحديد خلف تلك الشجرة ااسوداء العملاقة إختبأ الفتى ذو الثمانية عشرة سنة كأنه يهرب من شيء ما ، إلتفت يمينا و شمالا ثم زفر نفسا عميقا إسترجع أنفاسه ثم انطلق يركض مجددا و لكن هذه المرة قد هاجمه شيء ما فأسقطه أرضا و بالتحديد ذئب أسود ذو أعين صفراء لامعة كقرص الشمس و ما ميزه عدسة عينه اليسرى التي كانت متشكلة من لونين نصف أصفر و نصف أزرق كعيني والدته .

سقط ليل على ظهره و وضع غسق قدمه على صدره داعسا عليه " ما الذي تفعله هنا يا صغير الهجين ؟"

" ما الذي تفعله أنت هنا يا صغير المستذئب "

سحب غسق قدمه من على ليل " ألم أخبرك بحق الجحيم أن تظل بعيدا عن هذا المكان ؟"

نهض ليل و هو ينفض الغبار عن عباءته " لقد إشتقت لأبي ، أليس من حقي رؤيته أيضا ؟"

" تعليمات الخال فجر كانت واضحة " زمجر غسق بإنزعاج ثم خطى مقتربا منه بنظرة مهددة " ابقَ بعيدا عن الكهف !"

نظر ليل لغسق للحظات ثم همس " تعلم أنني أستطيع تقييدك هنا بحركة من اصبعي "

حينها رفع غسق نظره للمكان حوله ثم أعاده لِليل

" لسنا في جدال عن الأقوى بيننا هنا يا صغير ، وجودك هنا سيعرض والدك للخطر و أنت تعلم ذلك "

" أنا لن أفعل شيئا يؤذي والدي .. أريد رؤيته فقط !"

" والدك يصاب بنوبات كلما رآك خاصة و أنك تشبه والدتك كثيرا ، قد تؤذيه و تؤذي نفسك " قال غسق بحدة فإقترب ليل من البحيرة التي هناك و هو يحدق بملامحه الواضحة على سطحها " ليس ذنبي أنه يتذكرهما كلما رآني ، أحمل نفس عينيها .. هذا ما يقوله والدي دائما "

إقترب منه غسق واضعا يده على كتفه و كان يشعر بأمر غريب جدا عند إقترابه من تلك البحيرة في كل مرة " هل تعلم يا صغير .. لا أحس بأن والدتك و أخيك قد ماتا "

نظر ليل لغسق بسرعة فهز الآخر كتفه " على الأقل أخيك "

" ما الذي تقصده ؟"

" والدي كان حارس والدك و أقرب الأصدقاء ، في عالمنا نجن المستذئبين تنشأ علاقة خاصة بين الشخص و حارسه و هذا ما ورثته أنا عن والدي "

تابع ليل مستنتجا " أي أن الرابطة بين أبي و العم آريس إنتقلت لك أنت و لي ؟"

" أنت لست هجينا .. من المفترض أن تكون تلك الرابطة بيني و بين توأمك الهجين

" و ما الذي يجعلك تخبرني بهذا الكلام ؟" سأل ليل مستغربا فإبتسم غسق " كوني أشعر دائما بأن هنالك جزءا مني مفقودا في مكان ما .. و كأنني دائما في بحث مستمر "

" تقصد أنه هذا الشعور بسبب الرابطة التي بينك و بين أخي الهجين ؟" توسعت عينا ليل بصدمة و أمل فنظر هو له " لم أخبر أحدا بهذا لكنني متأكد بأنه على قيد الحياة .. نحن المستذئبون نملك ميزة دون غير المخلوقات و هي أن إحساسنا قوي جدا بمن بيننا و بينهم رابطة ولاء و رابطة الصداقة "

" لكن .. أليست سماء هي أول مولودة لأبي ؟ كان يجب أن تكون تلك الرابطة بينك و بينها "

" لا أعلم .. لا أحس بوجود رابطة بيني و بينها "

بقي كلاهما صامتا للحظات بينما عاد غسق لشكله البشري فجأة فنظر له ليل بإستغراب و نزع عباءته واضعا إياها عليه " ليس من عادتك أن تعود لشكلك البشري أمام أي أحد .."

بقي غسق صامتا و هو يضع كفه على رأسه " هذه الأصوات لا تهدأ أبدا "

كان يسمع الكثير من الهمسات الغير مفهومة و التي كانت تراوده منذ صغره لكنها كانت تشتد كل مرة أكثر من التي قبلها .

" ما الذي يحدث لك ؟ أنت تتعرق " قال ليل و هو يضع كفه على جبين غسق بينما الأخير كانت أعينه على البحيرة " هنالك شيء غريب في الجوار ، لا أحس بأنني بخير "

" أنت لست على ما يرام منذ الأمس ، استند علي دعنا نغادر فورا يبدو أن العم فجر على حق عندما أخبرنا أن نبقى بعيدين عن هذا المكان "

و كأن القدر يعيد نفسه فمنذ أن كان مهيب صغيرا كان آريس يحرسه و يتبعه دائما أينما ذهب و ها هما إبنيهما اليوم إبنيهما يعيدان نفس ما عاشه والديهما و كأنهما النسخة المصغرة منهما .

.
.
.
.
.
.

☘نهاية الفصل السادس عشر ☘
.
.
.
.
.

إلى اللقاء في الفصل القادم غيماتي 🌨

أحفاد الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن