الفصل الثالث والستـون "سيمفونية الرغبة والمـوت"

Start from the beginning
                                    

ولم تكد تستعيد رباطة جأشها حتى وجدته ينهض من فوقها، فاستقامت بسرعة في محاولة للإمساك به مرة أخرى، لكن هذه المرة؛ لم تقابل الرجل الغاضب الذي يوبخها على فسوقها، بل قُوبلت بظهر يده يرتطم بخدها بعنف شديد، مما جعلها تشهق من الألم المفاجئ وهي تسقط مرة أخرى على الفراش بينما يمتلئ فمها بطعم الصدى من فمها الذي أخذ ينزف من قوة صفعته عليها.

عانقت خدها براحة يدها وهي تلتفت نحوه ببطء بينما تحاول تهدئة خدها المحترق من صفعته، لترى الشيء الذي خلع قلبها من بين ضلوعها ومزقه إربًا!

فلم يكن ابتعاده عنها ولا صفعه لها بقسوة رؤيتها له وهو يبصق على الأرض ويمسح فمه بظهر يده وكأنه يتخلص من شيء مقزز!

كان يتخلص من آثار قبلتها التي لم تستمر إلا لثانية واحدة!

"فريد..." قالت بصدمة من فعله، وعيناها ممتلئتان بالدموع التي تهدد بالسقوط في أي لحظة.. لكن فريدريك لم يمنحها الفرصة لتقول المزيد، إذ هز رأسه وقاطعها بهدير أرعبها: لقد فقدتي عقلك بالتأكيد! كيف تجرؤين على تقبيلي عنوًة!!

"لقد فقدت عقلي لأنني أحببتك!" صرخت به بغضب قبل أن تنهض من على الفراش منفعلة، متجاهلة الصداع الذي بدأ ينبض في رأسها نتيجة صفعته الهمجية لها، وهي واقفة أمامه وجهًا لوجه، والدموع تنهمر على خديها، أثناء متابعتها صارخة باستنكار شديد: بصقت على الأرض لمجرد أنني قبلتك!!

"صوتك يا امرأة!" زمجر وهو يمد يده ممسكاً فكها بين أصابعه الغليظة، وهو يتابع بغضب جليّ: أحمدي ربك أني رضيت بالبصق على الأرض بدلاً من تشويه وجهك!

كانت تكافح تحت قبضته بينما استمرت دموعها في التساقط وهي تستمع إلى كلماته الجارحة؛ وللحظة؛ للحظة، لم ترى فريدريك باعتباره الرجل الحنون والمراعي الذي رأته مع روز.. بل رأت التعبير الأكثر اشمئزازًا على وجهه، كما لو كانت مجرد قذارة!

"لماذا كل هذا الإشمئزاز يا فريدريك؟" سألته بصعوبة وحزن من أسفل قبضته بينما امتدت إحدى يديها لتمسك بيده التي تعتصر فكها عصرًا ليقوم بنفض يده بعيدًا بمجرد أن لامست أصابعها بشرته. 

نفوره منها دفعها إلى الجنون! كيف يمكنه أن يعاملها بمثل هذه الطريقة!! فيما أجرمت ليعاملها هكذا!

"هل أخطأت بأني أحببتك؟!" صرخت به قبل أن تتقدم خطوة منه قائلة وهي تحاول احتضان وجهه: لماذا تعاملني بهذا الاشمئزاز وكأن حبي لك خطيئة!

لكن قبل أن تلمس يديها وجهه، كان يمسك بمعصميها يضغط عليهما بقبضته، وقال من بين أسنانه باشمئزاز شديد: نعم، لقد ارتكبتي خطأً كبيراً عندما وقعتي في حبي!

عودة  فايناWhere stories live. Discover now