8

42 2 0
                                    

**** " راي ... هياااااا ... سنتآخر ... "

" ... حسناً حسناً ... إهدأ .. لا يزال الفيلم لم يبدأ بعد ..."

" لا أريد تفويت أي ثانية ... كما أنني أحب رؤية الإعلانات قبل العرض و مواعيد الأفلام القادمة ... "

ليقهقه يُخرب تسريحة شعره بفرك خصلاته مبعثراً إياها و الآخر ينتحب محاولاً إبعاد رأسه ، ليتذمر بإنزعاجٍ لطيف ، رغم بعثرتها إلا أنها سرعان ما عادت لطبيعتها و كأن شيئاً لم يحدث ، تنسدل بسلاسة كخيوط الحرير ...
إتجها للسينما ليمضيا وقتاً ممتعاً بمشاهدة فيلمٍ كوميديٍّ لطيف ثم التنزه بالأرجاء و الهرولة على الطرقات ، خطف ملاك حذاء الآخر أثناء جلوسه بكرسي عموميّ ويسرع بالهروب و الآخر ورائه مسببين بذهول المارة بهم و القهقة على مظهرهم ،
ثم الإستماع لمقطوعات و ألحانٍ عذبة تسحر الملاك بشدة و تجعله يتأمل صاحبه ببريق عينيه و دفىء قلبه ، لينتهي المطاف بهم بإحدى غرف الفنادق الباهظة و التي قام الأكبر بالفعل بحجز جناحٍ خاصٍ لهما و تزينه لموعدٍ لطيفٍ و هانئ ....

....................

" إينجل ... البروفيسور يطلبك ... ينتظرك بمكتبه ... "

ليبتسم له مميئاً بتشكرٍ لإبلاغه ، يترك كل شيء بيده و يتجه لمعلمه ، متجولاً بهرولة بأرجاء الجامعة وصولاً لمكتبه ، يقرع الباب بخفة ليدخل بهدوء بعد أن أُذن له

إينجل : ... بروفيسور ؟! ... لقد طلبتني ؟!!

" اووه ... أجل ... "

...................

بالعودة من أول مقابلة عمل له ، بتفائلٍ و سعادة يتجه لشقته ليّبشر ملاكه عن سير الأمور بشكلٍ سلسل ، شعر بهدوء الشقة الغير معتاد عليه ، فقد إعتاد أن تستقبله أحضانٌ عميقة و صخبٌ لطيف ، ثرثرة طويلة وطئتها على قلبه أحب من كل ما هو جميل

ريان : ملاك ؟!! ... لقد عُدت ؟!! ... أنت هنا ؟!!

يتفقد أرجاء المكان بإستفهام ، ليتجه لغرفة نومها ، يجد الصغير متكوراً اسفل غطائه و يشرق ماء أنفه المحتقن ، إقترب منه بحذرٍ و قلق ، يمسح فروة رأسه ليتفقد حرارته العالية جداً

ريان بقلق : أنت بخير ؟! ... حرارتك مرتفعة ؟!! ... هل تناولت المثلجات بهذا الطقس مجددا ؟؟!!

لينفي الآخر برأسه بهدوء ، ليلاحظ الأكبر إنتفاخ عينيه و إحمرارها بشكلٍ مبهم ، إنخفض نحوه ليجلس على ركبتيه أرضاً بينما يديه تُمسك بوجنتيه محدقاً بقلقٍ بتعابيره

ريان : ... ما الامر ؟! ... هل كنت تبكي ؟! ...

ليعاود النفي مجدداً لكن دموعه خذلته لتنهمر أمامه ، إستقام عن الأرضية ليجلس بجانبه ، يحتضنه بقوة و الآخر يُفرج عن مشاعره

ريان : ... ما الأمر ... أخبرني ... لما البكاء هكذا ... ؟!

إينجل بين شهقاته : ... لا شيء ... أنا فقط إشتقت لأُمي ...

أثرُ فراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن