يونقي يريد تنفيذ وصية الطبيب إيقور، أباه الذي لم يشاركه في الدم ..
لن يكون الأمر سهلاً على الإطلاق، وليس فقط لأنه يتعرض للنبذ أو للكره حيثما يستدير ..
لكن تلك العينين، أو تلك المشاعر التي تبثهما فيه، ذلك اللون الأحمر الصاخب الذي ينفجر في داخله...
ك...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Randezvouz - shin hae geyong -" عندما أغمض عيني مرة أخرى، اغمض عينيك أنت أيضاً .. نحن في غرفتي المظلمة، أفضل ما في الأمر هو النور الذي يتسرب من ذلك الشق الصغير . ما الذي تبحث عنه؟ حين تزورني وتبتسم لي، أو حين أزورك وأجعلك تبتسم . آسف لست متأكداً، أشعر بالخمول، إنه حلم غريب.. وشكراً لك، سنتقابل مجدداً، سنتقابل مجدداً ".
~♡~
يبلغ يونقي من العمر عشرة سنوات وخمسة أشهر وتسعة أيام .
-" هذا دقيقٌ للغاية". يحدق الطبيب إيقور خلف نظاراته المدوّرة ذات الإطار البني، ثم ينقل عينيه إلى الطفل الصغير الذي يرفض التواصل البصري معه سريعاً ويحدق في شيء وهمي خلف أذنيه .
لم يتوقع الطبيب إيقور أن يقول ذلك يوماً، لكن وجه هذا الطفل الصغير كان أكثر وجه بارد وخالٍ من المشاعر قابله في حياته أبداً، ولم تساعد بشرته الثلجية وعينيه الحادتين في شيء .
كان لديه شعر أسود لطيف بعض الشيء حين تطول خصلة معينة وتلامس طرف أنفه المدبب الصغير، وكان يرتدي قميصاً مُزرراً بإحكام حتى آخر زر، وسترة رمادية مرقطة بالأحمر، ولديه حزام شديد الإحكام ليحافظ على قميصه أسيراً دخل بنطاله دون أن يترك تجعيدة في غير مكانها .
نظف الطبيب حلقه الجاف وأشار أن : -" أتدري يا يونقي ؟ يمكننا أن نخبر الناس أنك تبلغ من العمر عشرة أعوام، سيكون ذلك كافياً ".
جعد يونقي حاجبيه برفض صريح، ثم هز رأسه بشكل متكرر وتجعدت شفتيه بشيء من اليأس : -" سيظن الناس أنني أصغر من عمري الحقيقي بخمسة أشهر وتسعة أيام ".
رمش الطبيب بعينيه، ولم يستطع أن يمنع الحيرة من التسلل إلى ملامحه، فكر في الأمر ملياً ثم جدد اقتراحه : -" إذاً، ربما نخبرهم أنك تبلغ من العمر عشر سنوات ونصف، ما رأيك ؟".
تنهد يونقي بملل، وكأنه لا يستطيع تحمل هذا الرجل المُهمل غير الدقيق، أمسك بمكعبه الملون وابتعد بخطوات صغيرة إلى زاوية الغرفة وهو يتمتم : -" هذا غير ممكن، سيظن الناس أنني أكبر من عمري بواحد وعشرين يوماً ".
