تمهيد وبيان

1.1K 114 111
                                        

-" مرّ وقت قصير، لكنه يبدو لي طويلاً جداً ، أيها العزيز المحبوب، أو كما تحب أن أناديك، شفائي إيقور

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-" مرّ وقت قصير، لكنه يبدو لي طويلاً جداً ، أيها العزيز المحبوب، أو كما تحب أن أناديك، شفائي إيقور ..

لازلت هنا كل يوم، توجد في الجو رائحة تشبهك، وفي الأحلام يوجد صوت، صوت لطيف جداً وحنون يشبه صوتك، يغني لي تهويدة الحَمِل الصغير، ويطالبني بالنوم بأرق طريقة ممكنة ..

وكأنك ستخرج وتظهر لي في أية لحظة، من داخل الخزائن أو من تحت السرير، قد تهطل من السماء مع حبات المطر، أو تزهر في حديقتي مع أقحواني صاحب الرائحة العطرة ..

أنت علمتني أن المناجاة هي أرقى الحديث، حيث لا تنتظر مقابلاً أو تخشى حكماً، حيث أنت تحدث شخصاً فقط لأنك تحب أن تفعل، وليس لأنك تنتظر منه أن يرد عليك .. وهكذا بالضبط أخاطبك ..

أبي وشفائي، توجد العديد من الكلمات في رأسي، يوجد ضجيج وصخب، صراخ لا يستكين، وأنت تدرك كم أكره الصخب، كل هذه الأشياء في داخل رأسي، ضجيج كلماتٍ لم أستطع قولها .. أو كلمات قلتها وأردت استرجاعها.

أعرف أنك رحلت بعد الآن، ولا تستطيع سماعي، لكنني أقسم أنني أكاد أسمع صوتك حين تهب الرياح، أو حين تطرق حبات البَرد على نافذتي، لذلك فإنني أتحدث معك وأكتب لك ، علك تسمعني لأنني أريدك أن تعرف :

إن الوصية الي تركتها لي شبه مستحيلة، إنها كالبحث عن إبرة في كومة قش، خصوصاً لشخص مثلي، هذا هو رأيي الخاص، لكن لك رأي مختلف، ولدي رأي آخر ..

أنت يا معلمي، تعرفني أكثر مما أعرف نفسي، وحين طلبت مني أن أفعل شيئاً، أتتذكر؟ دائماً ما خفت، وقلت أنه ليس بمقدوري أن أفعل .

وكنت تقول : -" يمكنك أن تفعل! آمن بي! يمكنك أن تفعل يا يونقي !"  .

وكنت محقاً دائماً، فدائماً ما فعلت، ولا أظن أنه يختلف في شيء هذه المرة .

لذلك فأنا سأفعل، سأبحث عن الزهرة، ولكنني أريد أن أكون صادقاً معك، كانت طريقتك في تدريبي على ذلك سخيفة وساذجة للغاية ..

أتذكر أنك دائماً ما كنت تخفي زهرتي، زهرتي التي أطلقنا عليها معاً اسم " جيمين"، وتجعلني أبحث عنها في كل مكان، كانت هناك أوقات ذهبت واخفيتها في الحديقة، حيث الجراد والحشرات وكل ما أخاف منه، وتجعلني ابحث عنها ..

وجدتها على الدوام يا أبي، ثلاثة وعشرون عاماً وأنا أبحث عنها وأجدها  ..

وإذ أن هناك زهرة حقيقية خبأتها مني، ويتوجب علي البحث عنها مرة أخرى وأخيرة ..

يبدو الأمر ظالماً جداً، يقول تايهيونق أنه سخيف، وبصراحة أوافقه الرأي ..

لكن أتتذكر ذلك اليوم؟ حين تركنا الكلب دوقي يذهب بعيداً، ليحرس البوابة؟ ..

سألتك حينها :
-" ماذا لو .. ماذا لو هرب بعيداً وتركنا وحدنا؟ لا يمكنه أن يذهب، دعه لا يذهب ! ".

وأنت أجبت حينها بإبتسامة :
-" لن يذهب دوقي إلى أي مكان، إنه يحبنا، ويلعق أصابعنا دوماً حين نمدها إليه ..".

سألتك :
-" ما هو .. الحب ؟".

وأنت أجبت من فورك :
-" الحب، هو أن نثق ببعضنا البعض يا يونقي، دون أن نخاف، دون أن نتردد، دون أن نسأل ".

ونعم، أنا أحبك كثيراً، أنا أثق بك، أنا أؤمن أنه سيأتي يوم سأفهم فيه، سنفهم فيه جميعنا لماذا حملتني مثل هذه المسؤولية الثقيلة في وصيتك،  مسؤولية البحث عن الزهرة ، الزهرة التي أسميتها جيمين".

مين يونقي

~☆~

- هذه قصة حب .

- تحذيرات من العنف الجسدي واللفظي، إدمان الكحول .

- اضطراب التوحد (الذاتوية) لدى إحدى الشخصيات الرئيسية  .

-الأحداث ليست حقيقية، والشخصيات ليست دوماً على حق، ولا تمثلني أبداً.

- النهاية ليست حزينة.

- أنا لست مثالية، يحق لكم انتقادي بموضوعية، ويحق لي ارتكاب الأخطاء في المقابل.

- الرواية جريئة اصطلاحياً، دينياً وجنسياً، إن إختلافك بالرأي أمر يستحق كامل الإحترام والتقدير ما دام تمّ عرضه بأدب وثقافة، فيما عدا ذلك أعتذر عن أي رد أو اهتمام برأيك.

- الرواية وشخصياتها كيان مختلف تماماً عن الكاتب، لا يمكن مهاجمة الكاتب نيابة عن الشخصيات، أعيد التنويه أنني لا إشترك مع الشخصيات بأي معتقد أو رأي.

- لا يقصد توجيه أي إهانة للشخصيات الحقيقية التي نعرفها.

- استمتعوا من فضلكم، واعرفوا الحد المناسب للسماح للعمل الروائي بالتأثير عليك وعلى معتقدك وحالتك النفسية والعاطفية، فأنا غير مسؤولة .

أحاول كل جهدي أفضي وقت وأوفر شغف، ما بعرف اديش رح يكون طول هي الرواية لأني مو مخططة لها نهائياً لكن الشغف حلف يمين إنه ما يشتغل غير عليها 😀😀

زهرة اللوتُس || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن