5

50 3 0
                                    

كدماتٍ جديدة و ألوانٌ غريبة و مبتكرة طُبعت بأرجاء جسده و وجهه بأكمله

جالسٌ بذلك السرير الصغير و لجانبه أميرةٌ لطيف تُوكئ رأسها على ذراعه و تحدق بتعابيرٍ متألمة بوجه شقيقها المتعب بالفعل ، غارقٌ بعالم الأحلام بعد إستسلامه لأوجاعه

ترتجف شفتيها بحزن لتشد عناقه بإلتفاف ذراعيها جذعه ، دافنةً وجهها بأيسر صدره ، تُفرج مشاعرها بصمتٍ تام و هدوء

شعر الأكبر بها ليستدير لجانبها و يشد عناقها مربتاً خصلاتها بلطف ، لتزيد من نحيبها الصامت ...

...........

" ... من الآن و صاعداً لن تذهبي للمدرسة ... "

يتحدث بأمرٍ بعد تمزيق كومة الرسومات اللطيفة و الازياء الأنيقة التي عملت الصغيرة جاهدةً عليها

صنعتهم بكامل حبها و بإستمتاعٍ كبير ، بشغفٍ و طموح يملئ فؤادها ، و برغبةٍ لتحقيق حُلم أعطاها أمله ملاكها الحارس ، ليأتي الشيطان بذاته يسلب تلك الأمال و الأحلام

" ... ستجلسين هنا بالمنزل ... لا مدرسة و لا رسومات أتفهمين !! ... انا لا أملك أولاداً مخنثين و قذرين ... إياكي و رسم تلك الأشكال مجدداً ... فأنا لا أُطعمك لتصبحي عاهرة .... "

خُتم حديثه مع دخول الإبن الأكبر المنزل ، ليتقدم بتعابير شديد الغضب و الصدمة

هيوا : ... كيف تتحدث هكذا لطفلة !!... هل فقدت عقلك ؟!! ...

" ... يبدو ان لسانك نما من جديد ... "

مبارزة تحديقٍ حادة جرت بينهما جعلت من كلا الفتاة الصغيرة و والدتها تتوتران و تشعران بأنها ستكون ليلةً طويلةً جداً و مؤذيةً كثيراً بالنسبة لملاكهم ، فهي حربٌ بين ملاكٍ نقي مكسور الجناحين و شيطانٌ جبارٌ و ماكر بصولجانٍ حاد

هيوا : ... هذه طفلةٌ صغيرة ... كيف تجرؤ !! ... كيف تتحدث معها هكذا !!! ... هل نسيت أنها ابنتك ؟!! ... "

" ... إنها إبنتي ... و أنا حرٌ بها ... لذا أطبق فمك و أصعد لغرفتك لن تخرج من هنا بعد الآن ... عهرة ... "

هيوا بإنفعال : ... توقف ...

و قبل أن يكمل صراخه و إعتراضه أطبقت صفعةٌ حادة و قاسية فمه ، مزقت طرف شفتيه و سببت بنزيف أذنه ، مسقطاً إياه أرضاً ، لتزداد تلونات وجهه

بلع لعابه بغضبٍ ، يصك اسنانه ليرفع رأسه ناحيته ليجد الشيطان يقوم بخلع حزامه و بكامل قوته و جبروته و ظلمه يُطبقه على جسد الذي لم يعد هنالك مكانٌ سليم به بالفعل

أُصطبغ بالأزرق و الأرجواني و الأصفر و ألوانٌ كثيرة ، جسده و وجهه بأكملهم مملوئين بالكدمات شديدة الدكنة و برضوضٍ مؤلمة مهددةً عظامة بالتحطم ، و مع ذلك كفاحه لعدم إرضاء الآخر مستمر

أثرُ فراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن