غيير مفهوم الصلاة!

239 25 36
                                        

__

المقدمة:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ۝}

أتدرك أنَّ الهلع هو أسوء مراحل الخوف والجزع وأفحشه؟

في تفسير الآية {إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا} يعني إذا أصابه الفقر والحاجة أو المرض أو نحو ذلك فالإنسان هنا يهلع، يجزع ويصيبه أعلى مراحل الخوف والإحتياج؛ والقرآن هنا يعلم أنَّ الإنسان لا يسلَم من هذا الجزع والهلع والإحتياج، فهو سيصيبه في مرحلة ما أو مرة ما.

لكن..هل علم النفس يوافق القرآن في هذه النقطة؟

في علم النفس؛ نوبات الهلع تحدث بالفعل في حياة الإنسان مرة أو مرتين على الأقل، يعني كل إنسان على وجه الأرض معرّض لهذه النوبات. والهلع في تعريف علم النفس؛ هو أن يشعر الأشخاص بالقلق والخوف ويُلاحظ تغيير سلوكهم في محاولة لمحاربة هذا القلق. وهو يعدّ مرحلة من مراحل الإكتئاب أو يعني أحد أعراضه.

والإكتئاب نفسه يعاني منه نحو 300 مليون شخص تقريبًا حول العالم.

ولمحاربة هذا الإكتئاب والهلع؛ يستعينون بالعلاج النفسي، على الأقل كبداية في الحالات البسيطة من المرض. أي أنه ليس العلاج المحدد تمامًا، لأن بعض المكتئبين بطبيعة الحال يحتاجزن لأكثر من جلسة نفسية تقريبًا لفترة طويلة حتى يستطيعزن التعبير عما يخالجهم وحتى يتفاعلون بالشكل المطلوب. يعني الكثير من المرضى لا يستجيبون للعلاج هذا لأنهم يشعرون بعدم الأمان وعدم فهم أي شخص حولهم لهم.

إذًا علم النفس لا يخالف القرآن بل يدعمه تمامًا.

وأما عن {وإذا مسه الخير منوعا}. فإذا كثر ماله، ونال الغنى فهو منوع لما في يده أي بخيل به، لا ينفقه في طاعة الله، ولا يؤدي حق الله منه.

وعامةً الآية تتحدث عن المشاكل التي غالب البشر يعاني منها، كالهلع، الخوف، التوتر، التكبر، والبخل والحسد أيضًا، كلها اجتمعت في آية واحدة وحلّها أيضًا في آية واحدة! كيف؟

إلا المصلين!

من هم المصلين هنا؟

بيّنهم سبحانه فقال:{الذين هم على صلاتهم دائمون} أي لا يشغلهم عنها شاغل، ولا يصرفهم عنها صارف. وليس أنهم يصلون طوال الوقت بل أنهم عندما يصلون فيصلون صلاةً صحيحة في وقتها الصحيح، لا ينقصها ناقصٌ ولا يُغفل عنها!

والله استثنى المصلين؛ لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا، فلا يجزعون من شرها، ولا يبخلون بخيرها.

___

ما هي الصلاة؟

كما يتغذى الجسد بالطعام والشراب؛ تتغذى الروح بالعبادات، بالاتصال بخالقها {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}.

وقال الرسول صلَ الله عليه وسلم:«إذا أُقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعَون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتموا».[متفق عليه].

والسكن والسكينة يأتي نتيجةً للصلاة، فالصلاة سكن؛ وما ينزل بعدها سكينةٌ.

وسُميت الصلاة بهذا الاسم لأنها صلة العبد بربه؛ فأقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد.

وعن أبي هريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ:«أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ». رواهُ مسلم

يهمس في السجود ويصل صوته للسماء.

وإذا سألتك؛ عندما يتعطل جهازك الإلكتروني ما هو أفضل مكان تذهب إليه حتى تضمن أنه سيعود كما كان؟

بالتأكيد للشركة الصانعة؛ إذًا فكّر كيفَ نصلح قلوبنا وأرواحنا المتعبة؟ باللجوء لخالقها!

الصلاة ليست لله؛ إنها لك، الله لا يحتاجك أنت بحاجة إليه.

نحن نصلي لأننا بحاجة للصلاة، نحتاج أن نغذي قلوبنا ونحيي أرواحنا المتعبة، العالم موحش، متعب، مرعب.

تخييل بعد يومًا متعبًا، وطويلًا، عدة دقائق في صمتٍ وسكُون تقف بين يداي الله تشكوه همّك وتبتعد عن زحام الحياة بين رحاب الصلاة.

الأمان و الراحة الوحيدة هو أن تكون بجانب خالقك، لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:«ارِحنا بها يا بلال» الصلاة فيها راحة وسكينة، أنت تتحدث مع الله وتتصل به.

أعلم أن الالتزام بالصلاة ليس بالأمر الهيّن وأنَّ الشيطان سيحارب بكل قوته ليمنعك؛ ولكن لا تخَف؛ في هذا الكُتيّب سألازمك خطوةً خطوةً حتّى نحافظ على الصلاةِ معًا.

__

-أترك سؤالًا أو مشكلةً تخصّ الصلاة هنا؛ حتّى نتحدث عنها.

🍃-أترك دعوة أو ذِكر هنا ليراه غيرك وتكسب أجرًا.

🍃-منشن خمسة أشخاص بغيةَ الأجر.

__

|| الصلاة || عماد الدين ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن