أثرُ فراشة

3

" ... هممم ... حسناً ... دعوني أتحدث مع زميلكم على إنفراد ... "

توجهوا جميعاً خارج المكتب بعد تحديقات إستغراب ، بقي عسلي العينين واقفاً بهدوء أمام تلك السيدة ببذلتها الفاخرة و مكياجاً جريئاً

إستقامت بهدوءٍ و غطرسة ، تتقدم ناحية الشاب ، تخطي بجانبه لتقف ورائه و الآخر يتبعها بأنظاره مستفهماً ما تريد قوله

تضع أناملها ببطئٍ على كتفيه لتهمس بأذنه

" ... سأحرص على صعودكم للقمة ... ستكونوا أفضل فرقةٍ موسيقية غنائية بالعالم ... "

هيوا بتوتر : ... هذا لطفاً منكِ ...

" ... إذن ... مساءً ... بالثامنة ... كن أمام المنزل ... "

لتختم جملتها بنفث أنفاسها على عنقه و تعود لمنضدتها مبتسمةً بغرور

بينما الآخر تشنجت أطرافه بذلك القرب ، محدقاً بها بإستفهام ، أخذ الأمر دقائق عديدة ليستوعب

هيوا : ... عذراً ؟! ...

لتقهقه بسخريةٍ ، تحدق به بإبتسامة متصنعة

" ... هممم ... ألم تفهم بعد ... حسناً ... سأتحدث بشكل أوضح ...  "

هيوا : ......

" ... سأدعمكم و أرعاكم و ستصعدون للعالمية و بالمقابل .... ستكون متواجداً متى أردتُك و ستنفذ طلباتي كلها  .... "

هيوا بعدم فهم  : .....

" ... ماذا ... لا أظن أنه يوجد حديثٌ أوضح أكثر من هذا ... لم اعتقدك غبي ... "

هيوا : ...

" ... سأعطيك بعض الوقت للتفكير ... إنصرف الآن ..."

هيوا بجدية : ... ليس هناك داعٍ ...

" ... هممم ؟! ... "

هيوا : ... أنا لن أقوم ببيع نفسي و موهبتي من أجل الصعود ... أين لذة الإنتصار بذلك ... كما أنك كما سترعيني بكل سهولة فسترعين غيري و ربما تُسقطيني لأجله إن ما كان أوسم مني ... لذا ... شكراً لك ... أُفضل البقاء بناديِّ الصغير جداً و بين عددٍ قليلٍ جداً من الناس على أن أكون تحت رحمة رغباتك ...

................

ليوس : ... لقد كانت فرصةً جيدة ... لما فوتها ... أعني كُنا الآن سنكون بأفضل مكانة ...

هيوا : ... أتراني بائع هوى ؟!!!! ....

ليوس : ... ليس كذلك ... إنها فقط صفقة ....

هيوا : ... أجل صفقة ... كرماتي مقابل نجاحٍ لن يُعد نجاحاً إذ ما تم بصفقة ....

ليوس : ... يا رجل ... الجميع يسير كذلك ... أغلب أولائك المشاهير صعدوا بهذه الطريقة ... الكثير منهم لا يستحقون شهرتهم و نجاحهم ، بل أصواتهم و عروضهم مخزية و مع ذلك تراهم بالأعلى ....