جزء 34

2.5K 157 9
                                        


احوال جديدة… ..

يقول حسن : في هذا المقام ( منازل الكمالات ) بدأت تشرق على روحي أشياء روحانية ، واحوال معنوية لم اكن اعرفها قط … .
  وهي بطبيعتها تذاق ولاتوصف ولا أعرف ان اشرحها مفصلا ، او اشخصها بالدقة ، ألا انها تأتي مصحوبة بلذة معنوية ، وسعادة عجيبة لا أقدر على بيانها…

لقد تركت ملكاتي السيئة ، وأخطائي المهلكة والتزمت بتعليمات شيخي اليقظان في منازل الكمالات… ..

- والتي ذكرتها آنفا - فصرت أشعر بخفة عجيبة ، حيث أشعر وكأن جسدي أخف من الهواء ، وكأني اطير أو ارتفع عن الأرض بضعة امتار ، كل ذلك مصحوبا بلطافة عجيبة في روحي ، حتى أنني اتحسس الأرض اثناء جلوسي اكثر من مرة ، ياترى هل انا جالس عليها ام طائر فوقها ، ولقد تكرر في مناماتي كثيرا انني  أحلق في الهواء !!!!!

وعندما عرضت هذا الحال على شيخي اليقظان قال : عندما تترك النفس المعصية ، وتكثر من ذكر الله ستنزع ثوبها المظلم ، وتلقي اثقالها ، فترجع خفيفة لطيفة شفافة فتشعر بذلك واقعيا فلا تستغرب !!!!

ومن الأحوال التي حصلت لي في هذه المدة انني صرت ارفض الذنب قلبيا ، واستقذره كما استقذر النجاسات المادية ، فقد صارت نفسي ترفض المعصية كليا ، وصرت اتضايق حتى من ذكر اسمها ، وقد حصل لي ان جلست مرة مع مجموعة من الطلبة فأراد أحدهم ان يغتاب استاذ المادة فاختنقت وضاق صدري وعز علي الهواء ، ولم ارتح حتى غادرت النادي ، وقد ذهبت مرة الى مناسبة عائلية فجاء شخص  وجلس في القاعة فشممت رائحة نتنة كادت روحي ان تزهق منها ولم استطع البقاء لحظة وغادرت المكان ، فتبين لي انه ممن يشربون الخمر ويتعاطون المنكرات ، لقد اصبحت روحي لاتطيق مخالفة الشرع ، ولا تألف مجالس البطالين ، وبالمقابل صرت ارتاح كثيرا اذا رأيت اشياء تذكرني بالله تعالى ، كرجال الدين والخطباء ، والمؤمنين ، وينشرح صدري في الأماكن المقدسة كالعتبات المشرفة ، والمساجد ، والحسينيات وغير ذلك  .

ومن الاحوال التي حصلت لي خلال هذه المدة اني صرت اشتاق شوقا عجيبا يجرني بقوة الى القرآن الكريم ، والصحيفة السجادية ، واقبال الأعمال ، ومصباح المتهجد ، ومفاتيح الجنان ، وضياء الصالحين ، حتى انني لا اقدر ان امنع نفسي من ذلك ، فلقد صار الذكر روحي وراحتي وريحاني ، وصرت لا استطيع ان افارق الصلاة على محمد وآل محمد ، حتى اذا سكتت رجع لساني بلا ارادة مني ، وصرت اشتاق لزيارة مولاي الحسين عليه السلام  فأذهب الى كربلاء ومعي عمار كل ليلة جمعة قدر المستطاع واذا دخلت الى حرمه الطاهر لا أود فراقه .

واجمالا فقد حصلت عندي حالة مستمرة من الشوق والأنس والسعادة لذكر الله تعالى ، ولم تمنعني هذه الحالة من مزاولة نشاطاتي ، ودراستي ، وحياتي العائلية ، والعمل الجاد لإتمام أمر زواجي من زينب … ..

وخلال هذه الايام رأيت عشرات الرؤى الكريمة ، والمنامات المبشرة ، وكانت كلها مباركة ، ومحفزة لي في الطريق ومع ان المنامات ليست حجة شرعية الا انها مبشرات ومنذرات كما ورد -

- وقد كنت اعرضها على الشيخ فيشرحها لي بشروحات غريبة ، ويفكك لي رموزها واشاراتها وماخفي علي منها ، فلقد رأيت في منامي كثيرا من الارواح العليا كأرواح الأولياء والسالكين من اهل الله . ..

فلقد رأيت أحد مراجع التقليد وهو يوصيني بالتفقه بالدين ، ويقول لي : من لايتفقه في دينه يندم كثيرا في آخرته ثم اعطاني كتابا كبيرا يفتح من الأعلى عنوانه ( الفقه الصاعد )  … .

كما رأيت أحد اصحاب الامام الصادق عليه السلام وقد قال لي : بلغنا مقام صحبة المعصومين بالتواضع !
كما رأيت في عالم المنام مخلوقا نورانيا عجيبا لا هو انسان  ولا طائر ، يقول لي انا سورة يس من رافقني في الدنيا رافقته في الآخرة !
كما رأيت في المنام رجلا كهلا مهيبا يجلله النور وقد قال لي : لقد صرفت كل عمري في خدمة مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام ، وقد اهداني نسخة من القرآن الكريم وقال لي : اذا زرت الامام الضامن فعليك بالاكثار من قراءة آية النور ، فان هناك سر عظيم بين هذه الآية وحضرة مولانا الرضا ( صلوات الله وسلامه عليه )…

كما رأيت احد اولياء الله من القرون الغابرة وهو يردد علي :  اذا اردت التوفيق فأكثر من الصلاة على محمد وآل….

محمد ، وقد رأيته مرة أخرى وقد قلت له اوصني ، فقال : لاتنظر الى ماحرم الله ترى الجمال الحقيقي .  !!

كما رأيت الكثير من المنامات كلها تدور حول شيء واحد وهو اني احضر مجلس  الامام الحسين وابكي على مصيبته الراتبة…

لقد اصبحت احوالي بسبب الالتزام بالتعليمات الواردة من شيخي هكذا ، وأسأل الله تعالى ان يوفقني لطاعته ، ويجنبني معصيته  بحق محمد وآل محمد الطاهرين ...

يتبببببببببببببببيع

رحلة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن