1

430 12 5
                                    

أصواتٌ صاخبة و صياحٌ عالي ، أضواءٌ و بريق ، الحفلة مشتعلة بأعلى حماسها

يتوسط المسرح الذي يتجمهر حوله مئات الأشخاص الذين يصيحون و يتمايلون بكامل حماسهم ، مندمجون مع اللحن الفريد و الجذاب

شابٌ وسيم يُمسك بمكبر الصوت بين أنامله و يغني بصوته القوي ذو بحةٍ ساحرة و  نبراتٍ عميقة

يتوزعون ورائه من يقومون بعزف الإيقاع المثير

عازفَين شرسَين يمسك كلاً منهما بغيتاره الكهربائي على كلا جانبي المغني ، و يقومون بالعزف بحماسهم الكامل ، كل جزءٍ من جسدهم يتفاعل مع مجهودهم بالعزف ، حتى خصلاتهم تتطاير بالهواء بفعل تحركات رأسهما ، بأدمغتهم المنغمسة تماماً بما يفعلان

يليهما شابين آخرين  ، أحدهما مندمجٌ بلوح المفاتيح الموسيقية ، يديه تعزف لحناً فريداً و قدميه تخطي بتمايل جذعه لذات اللحن الذي يسحره

و لجانبه آخر ، منغمسٌ بقرع الطبول و كأن حياته تعتمد على ذلك ، يضرب بكامل قوته مركزاً بما يفعل ، يُحرك رأسه تزامناً مع يديه و إيقاعه ، مسبباً بتطاير خصلاته بشكلٍ مثير

جعل من الجميع يركزن به ، يلتقطون الصور و الفديوهات له حصراً ، كونه أكثر ما جذبهم ، خصيصاً بتغطيته لأكثر من نصف وجهه بقناعٍ أسود ، حيث لا يُبان منه سوى عينه اليسرى

الوشوم تغطي أذرعتهم و أكتافهم المكشوفة ، بستراتهم عديمة الأكمام  الواسعة بألوانٍ فحميةٍ داكنة ، و بناطيلهم الجلدية السوداء الضيقة منها و العريضة منها ...

................

" ... نعتذر ... تم رفضكم ... "

لتتوسع تلك الأعين بدهشة ، لا يزال عرقهم يغطي أجسادهم و صوت صياح الجمهور لتقديمهم مستمراً حتى بعد إنتهاء عرضهم

" ... ما الذي تقوله ؟! ... إسمع !!! ... إنهم يهتفون لنا ... و يصرخون بحماستنا ... "

" ... نعتذر ... "

" .... لكن لماذا ؟!!! ... "

" ... لقد تم بالفعل توقيع العقد مع أحدهم ... أتمنى لكم فرصةً أخرى أفضل ... "

بخيبة أمل يحدقون ببعضهم ، بعضهم تجمعت دموعهك لتندمج مع عرقه ، بينما بعضهم يصك أسنانه يكبح غضباً و ألماً شديداً .....

....................

مجتمعين بناديهم الخاص ، و الذي هو عبارة عن منزلٍ مهجور قاموا بجهدهم بإعادة ترميمه و ترتيبه ليُصبح ناديهم الخاص و صالة تدريبهم

الآلات الموسيقية تملئ الأرجاء ، مكبرات الصوت ، الأسطوانات و الشرائط الموسيقية و كل ما يخص عالم الموسيقى

صورٌ لفنانين و موسيقين عالميين ، حفلات الروك ، و بعض البطاقات التي إحتفظو بها على جدارهم المليىء بصورهم اللطيفة لتذكيرهم بأفضل لحظات حياتهم و أسعدها بحضور حفلات مغنيهم المفضلين ...

أثرُ فراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن