مظلومية الزهراء

159 29 4
                                        

يرى الشيعة أن أرض فدك من حق السيدة فاطمة(عليها السلام) كميراث شرعي ، ويتمسكون بموقف الزهراء التي استشهدت فيه بالقرآن ردا على الحديث الذي رواه أبو بكر(نعلهُ الله) ليحاج بأن لا إرث لها، وهو الحديث الذي رده بعض علماء السنة على أنه موضوع ، بينما تمسك به جماعة أهل السنة انتصارا لأبي بكر، فيقولون أن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة. وقد روى أبو بكر الحديث عن الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة»  وهذا سند أبي بكر - الحديث الذي هو راويه - حين كان غاصب الخلافه وأيده عمر بن الخطاب(نعله الله)، فردت عليه فاطمة:(سبحان الله ما كان أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان يتبع أثره ويقفو سوره أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور.. ويؤيد رأي الزهراء ما جاء في القرآن من إثبات توريث الأنبياء السالفين، منه: {وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس عُلِّمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين}  وعن نبي الله زكريا: { ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * واني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا}.

ويطلق الشيعة مظلومية الزهراء على ما جرى لها من غصب ميراثها وما تبع ذلك من عصرها خلف الباب وجمع الحطب على باب دارها وإسقاط جنينها، واستشهدت فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي غاضبة على أبي بكر وعمر، ويؤيدهم في ذلك أحاديث وروايات من كتب أهل السنة كرواية البخاري في صحيحه عن عائشة بنت أبي بكر.(نعلهم الله)

كما يدلل الشيعة على صحة روايتهم التاريخية بما ورد في كتب التاريخ مثل البداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الأمم والملوك للطبري من أن عمر بن الخطاب عندما ولي الخلافة(غاصبا) ردَّ فدك إلى عليّ والعباس. ويرى مؤرخو الشيعة أن هذا الموقف يُناقض رواية أبو بكر. ورَدُّ فدك حدث مرات عدة أخرى في عصور أخرى؛ إذ أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ردها إلى أبناء فاطمة في عصره كما عرض هارون الرشيد على موسى الكاظم أن يرد إليه فدك لكن موسى أوضح أن العلويين يرجئون الفصل فيها إلى يوم الحساب.

نَهجُ عَلي (عليه السلام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن