علاقات مشفرة

الفصل الثاني ﴿إختيار بالإجبار﴾

قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . .

ونحنُ أيضاً كـالكمان🎻، بحاجة إلى كَتفٍ نتّكئ عليه، حتّى يستقيم اللـحن♪♡

هذا الفصل إهداء للقمر جنىٰ ❀♡

. . . . . .

في مكتب فخم مؤثّث بأسلوب راقٍ، بأثاث أسود مِن الطّراز العالي، يجلس رجل على كرسي المكتب ذو الظهر الطويل، تنبعث مِن هذا الظّهر الطويل مكانة الرجل في هذه البيئة المُهيبة. ملابسه تنسجم بِبراعة مع درجات اللون الأسود المُهيمنة في الغرفة، مُعبّرة عن رُقيّه وشخصيته القوية. ومقابل المكتب، يقف رجل آخر بمظهر يشي بالاحترام والتقدير، مُستعداً للتحدث فيما جاء من أجله :

"زعيم أوليفر، لقد أتممتُ المهمة التي أوكلتَها لي وأحمل الآن آخر المستجدات في القضية"

توقف الرجل عن الكلام، في انتظار إشارة مِن زعيمه للسماح له بسرد الموضوع. أشار أوليفر بيده، دلالة على "أكمل"، لينطلق المساعد المدعو جون بِبدء شرح ما أتى به :

"بعد تتبُّع أثره أمس، تأكدنا مِن أنه ذهب لوحده إلى الجزائر. في نفس الليلة، توجه إلى مكان اجتمع فيه رجال مافيا مِن جنسيات مُختلفة، يُخططون لصفقة بيع معلومات حساسة وأسلحة نادرة في السوق السوداء. لكنّه تدخل وأفشل مخططهم ثمّ قام بقتلهم جميعًا، وخرج بحقيبة تحتوي على تلك المعلومات والأسلحة، ثم عاد اليوم إلى إيطاليا"

همهم أوليفر لثوانٍ ونظرات عينيه تُشعّ حقدًا وشرًا، بمجرّد ذكر ذلك الصعلوك _على حد ظنه_ أو أحدٍ مِن ذويه، حتّى يرتفع غضبه حدّ السخط.

استعاد تركيزه وعيناه مثبّتتان على عيني مساعده جون، والذي تفهّم تمامًا وضع زعيمه وما يدور برأسه الآن، سواءً كان ما يفكر فيه خُطة جديدة، أو طريقة لنفي حياة المدعو أليجاه، أو أيّ شيئ مِن هذا القبيل، جون يدرك وبحذر كراهية زعيمه لذلك الرجل ومدى نفوره منه والرّغبة في إنهاء حياته.

"مُتأكّد أّنه عاد؟"

سأل أويفر بشكّ، ليردّ عليه جون بيقين :

"نعم سيّدي مُتأكد مِن ذلك"

راح أوليفر يومئ بوجهه بابتسامة غامضة، مُحوّلًا نظره إلى نقطة وهمية في الغرفة، عقله كالنسيج المعقد يلُف حوله أشكالًا مظلمة مِن الانتقام والثأر، تتلاطم في زوايا الظلمات خطط ملتوية تتكون وتتقاطع في مسارات خفيّة يسعى لتنفيذها بدقة وبراعة بأقرب الفُرص.

ـــــــــــــــــــــــ

كان التوتر يملأ الغرفة عندما وجّه أليجا المسدس نحو قمر دون تردّد، عيناه لم تتركا مجالًا للشك في جديته، وبصوت منخفض وهادئ نطق :