تحكي هذه الرواية عن معانات طفل ذو الخمسة عشر سنة بسبب والده حيث يعرضه إلى جميع أنواع التعذيب ......لماذا؟....هو دائما ما يتحجج بأخطاء جونكوك البسيطة ليذيقه الأمرين ظانا أن كل ما يفعله بصغيره سيشفي غليل شوقه لشخص ما الذي إنقلبت حياة كلا من جونكوك وجو...
مرت نصف ساعة الآن وبعد تفقد حالة إيميليا خشية تعب مفاجئ إتضح بأنها بخير وحالتها تتحسن أكثر فأكثر......
عندها قامت الممرضة بالتوجه نحو القابع على الكرسي بإرهاق وأطرافه ترتجف لتبتسم إبتسام مطمئنة......
_عذرا سيدي......يمكنك زيارة زوجتك الآن كما أن حالتها تتحسن بشكل مدهش وقد تتمكن من العودة رفقتك إلى المنزل بعد مدة لا تقل عن أسبوعين.......
إنتفض جون سوك من مكانه وقلبه يرفرف فرحا ليبدأ بشكرها بسعادة بالغة من ثم التوجه نحو غرفة صغيره ليلقي عليه نظرة خاطفة وكم إرتاح قلبه لذالك المنظر فالأصغر ينام بعمق وهدوء مما زاد طمئنينة الأكبر......
إتجه إلى غرفتها وكأنه يعبر الطريق لالنعيم....... إبتسامته تشق وجهه بصدق وقلبه ينبض بعنف للقاءها ......
فتح الباب بلهفة ليجدها جالسة على السرير مسندة ظهرها على الحائط والدموع في طرف مقلتيها لتنهار عند رؤيته وتلوث وجهها الملائكي.......
_إيميليا.......
_أنا حقا آسفة.......
قالتها بتعب ليركض تجاهها يخبئها بين أحضانها من أذى العالم......
وكم أحست بالدفئ حينها وهي تدفن رأسها في رقبته والأمان يحيط بها من كل جانب.......
_إسمعي أنا لست غاضبا منك فأنا أحمد الله كل ثانية على رؤيتك ..... لكن...... لما عانيت وحدك.......لما؟
نطق بحرقة وقد فصل العناق ويده لم تفارق شعرها وهي تتجول بين خصلاتها الناعمة كما أن كلماته كانت متقطعة لشهقاته وصوت المبحوح لكثرة بكاءه......
_أ....أنا كنت فاقدة للأمل فقد ظننت أنني سأفارق الحياة...... لذالك إ....إبتعدت....... فكرهكم لي سيهون مرارة موتي....... و..... عندما تحسنت حالتي عجزت عن العودة...... فأنا قد تخليت عنكم فبأي حق أعود؟!.......
إرتعاشها العنيف عند تكلما برهن كل ما تشعر به من إضطراب و إرهاق.......
_عن أي كره تتحدث إيميليا؟...... عن أي كره.....؟ ذقت المر عند غيابك...... أقسم أنني تقيات الدماء...... أنا لن ولم أكرهك يوما فانتي جزء مني وقطعة من روحي...... بحثت عنك كل يوم وفي كل مكان حتى في هذا المشفى لكن الموضفة نفت وجودك هنا.......
_أ....أنا من فعلت ذالك...... ل....لقد غيرت الهوية...... طبيبي الخاص فقط ما يعلم بإسمي الحقيقي...... أنا حقا آسفة..... أرجوك تفهمني......
ختم كلامه بحضن دافئ حوى كل أطرافها...... و روحها كذالك دام لمدة ساعة كاملة لعل الفراغ العميق في كيانهما يمتلأ........
ألا زال فراغ بعد لقائهما.......
تكاد الشمس تبتسم لهذه اللحظة....... . . قطع ذالك الحضن صوت طفولي ناعم.....
_أبي.....
وعندما إلتفت كليهما وجدا كوك يجر العمود الحامل لذالك السائل المغذي معه ويقف بريبة إلى جانب شعره الفوضوي والحمرة التي زينت خدوده.......
_إبني......
_ماما......
نطق الأصغر بذالك بعد إستعابه أن التي قبالته هي والدته نفسها فكيف ينسى ملامحها وصورتها تحت وسادته يتأملها كل يوم قبل نومه و إستقاظه صباحا وكلما تألم.......