إلى من أَحيا أُولى براعم الحبّ في قلبٍ مُقفرٍ...
__
روما 1943
توقف إيان يلتقط أنفاسه ويمشط بعينيه منازل جيرانه التي تداعت فوق بعضها.
شهق متجمدا في مكانه، وتسارعت دقات قلبه يطالع من بعيد منزله الذي لم يبق منه حجرٌ فوق الآخر.
سمع صوت فتاة تنشد النّجدة، كان قريباً آت من جهة بيت يعرفه.
هرول بإتجاه الصوت دون تفكير حتى وجد أميكا صديقة أخيه.
هرولت اميكا إتجاهه بالمقابل فور رؤيته،
وأخبرته فورما توقف أمامها:
«إيان... إن وجد سليمة ولكنها عالقة في المنزل...» تكلمت بأنفاس منقطعة، واضعة يداها فوق ركبتيها تتنفس الصعداء.
أخبرها إيان أن ترشده لمكانها، بينما يتوجه نحو المنزل، لكنه تريث ليلتفت لأميكا التي أردفت بنبرة مهزوزة وتغرغرت عيناها الزرقاوان:
«لقد فقدت وجد النطق.»
توسعت حدقتا إيان، وشتم من تحت أسنانه، يفكر بالصدمة التي تعرضت لها وجد،
دمعت عيناه قلقا إن كان أخاه وأبيه بخير.
حدق لثوان ببيت وجد المتداع، كان النصف المنهدم منه واضحا أمام مرأى إيان، لكن عيناه لم تلتقط مكان وجد، فركض باتجاهه ولحقته أميكا.
استندت وجد بذراعها على كتف أميكا لعدم تحملها الوقوف لدقيقة أخرى على قدمها المتخدرة.
نفض إيان الغبار عن يديه التي نبضت ألما وهم ينوي الصعود فوق البيانو ليقفز من النافذة بعد أن أتم مهمته، لكنه عاد لمكانه حين اعترضت وجد أن يصعد فوق البيانو، وأشارت لأميكا أن عليهم فتحه.
تسمرت أميكا مكانها غير مدركة لما ترمي إليه صديقتها، وسألت بتردد رافعة حاجبيها:
«هل يوجد شيء بداخل البيانو؟»
هزت وجد رأسها ايجابا، وأشارت لشيئ قصير القامة يصل لمستوى خصرها.
ترددت أميكا مجددا قبل أن تنطق وصوتها مهزوز من الخوف: «سيلين؟ هل سيلين بداخل البيانو؟»
أومأت وجد برأسها، وشهقت أميكا تحدق مع وجد في البيانو، وحيث يقف إيان أمامه فوق الركام.
مسد إيان صدغيه يفكر بسبب تواجد أخت وجد بداخل البيانو الذي يستند فوقه ركام الحائط مغلقا غطاءه.
شرع إيان بابعاد الحطام بصعوبة عن الأرض، ليستطيع سحب البيانو من تحت الجدار.
تحسست يداه فروا من بين الحطام، أمسك بالذيل الأبيض وسحبه، ليجد قطة زهقت روحها.
زم شفتيه وتنهد واضعًا إياها جانبا، ثم رفع غطاء البيانو ببطء بعدما تمكن من تحريره.
مدت سيلين رأسها من داخله كالقطة، بعينين جاحظة مشدوهة ووجه أصفر.
حملها إيان وأخرجها بحركة سريعة،
فهرعت اتجاه وجد وبدأت في البكاء متمسكة بثوبها.
أنت تقرأ
لوحة فنية
Romanceبالفحم، بالرصاص، والألوان الزيتية... يتلقى الشاعر والكاتب إيان، لوحاتٍ تحمل وجهه، رُسمت من زوايا رؤيا مختلفة له. تكشف اللوحات أن المعجب المجهول يعرف الكثير ممَّا يحاول إيان جاهداً طمسه من هويّته وذاكرته. الغلاف من جنود التصميم
