تعلموا.. واعملوا

25 6 1
                                    

«وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا»طه: ١١٤

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا»
طه: ١١٤

إن قول القائل: (تعلموا أيها الناس، اطلبوا العلم!) لهو قاعدةٌ ثابتة في هذه الحياة، فطلب العلم مفتاحٌ من مفاتيح السمو، ودرجةٌ من درجات السمو، فيه جهاد وفيه كفاح، وقد ارتبط العلم بالحضارة ارتباطًا وثيقًا، عرفنا الأئمة الأربعة -رحمهم الله-، وسمعنا عن ابن كثير والقرطبي والحسن البصري وغيرهم -عليهم رحمة الله-، إذن ما السر في العلماء؟ لماذا للعلم خاصةً تلك الفضيلة؟ كيف يرتقي المرء بالعلم ويصل إلى ملكة ما مثلها ملكة؟ ها هم آخرون من نبلائنا، بل قل هم السابقون أنفسهم، العالم يعلم فيعمل، ويرحم، ويصبر.

أمر الله تعالى نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء أن يزيده الله علمًا، فلا زال الرسول -صلى الله عليه وسلم- يزداد علمًا حتى لاقى الله، (يا رب زدنا علمًا!) يا له من دعاء عظيم.. أن نزيد علمًا فنزداد علمًا بجهلنا، كما قال الشافعي -رحمه الله-، أن نزيد علمًا بالقرآن الكريم، وسنة نبينا العظيم، وأن نزيد علمًا من علوم الدنيا، اللغة والحساب وغيرها من العلوم، إنه حقًا دعاء عظيم!

إن النفس البشرية تتوق إلى العلم وطلبه، تتوق إلى إشباع حاجاتها المعرفية، وهذا درب كل الناس إلا من مال فكسل فبطل، وديننا يحث على طلب العلم والعمل به، فليس الذي يعلم ببعيدٍ عن التوبيخ إن لم يعمل بما تعلم! وما أكثر هؤلاء! يحرفون ما تعلموا ويفترون ويكذبون، فهل من جريمةٍ كهذه الجريمة؟ أن تعلم الحق فتضلل نفسك ثم الناس عنه! وفي جانبٍ آخر، تجد الراسخين في العلم..

ورد ذكر الراسخين في العلم في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾، وفي قوله تعالى: ﴿لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾، وهم العلماء، هم خير القوم التقاة، وهم القوم الثقاة، لا يريدون بالعلم والتمكن منه إلا وجه الله! ومنهم كثير في أمتنا، وهم نبلاء قد ارتقوا بالعلم الديني أولا فالعلم الدنيوي آخرًا..

عندما تسمع عن الحسن البصري تجد العالم الجميل، تلميذ الصحابة الجليل، والقائم أناء الليل، والناسك كبير العلم، الصائم الأشهر الحرم، إمام التابعين، والجامع فصيح اللسان، رفيع الثقة المأمون، هو الذي قيل فيه: لم ير مثله قط، وقال فيه الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه-: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا. حتى قيل أنه كان من أعلم الناس بالحلال والحرام! هو ذا نبيلنا، تلميذ الصحابة وإمام التابعين، عالمٌ كما ذكرنا، ألا يحق له النبل؟ ألا يحق لنا أن نراه نبيلًا؟ بلى.. يحق.

إنَّ للعلم ملكة، لا يعرفها إلا الذي رسخ في العلم، ترى النور في وجوههم، نعم! ذلك النور الحسي الذي ينبعث منهم، نوقرهم ونحترمهم بلا إرادة منا، وكما العلم يسمو بالإنسان، قد يسفل به أذل المواضع! وقيل في هذا كثير، فإن يسفل الإنسان بالعلم فأي عز ينتظر؟! ما نفع العلم إن لم يقوم أمر نفسك؟ ما الغاية من الفهم إن ألقاك في مهاوٍ؟ ألا ليته لم يكن لو يكون.

عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا حسَدَ إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلَكته في الحق، ورجلٌ آتاه الله الحكمةَ فهو يقضي بها ويعلِّمها)). رواه البخاري



برأيكم، ماهو العِلم الذي لا يمكن للانسان التخلي عنه؟

تقبل الله صيامكم! ♡

نلقاكم في الفصل القادِم إن شاء اللّٰه!

في سير النبلاء. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن