النّهاية!

29 4 0
                                    

وبالفعل، بقينا أنا وصوفي نتواعد حتى صرنا في الثانوية، في كلِّ وقتِ فراغٍ كنا نصعدُ إلى سطح المدرسة ونتناولُ غدائنا سوياً، وعند العودةِ من المدرسة أيضاً نعودُ سوياً، أمّي قد عرفت بها، وأخبرتني أنّها لا تشعرُ بشعورٍ جيدٍ نحوها، تشعر أنّها متلاعبة أو شيءٌ من هذا، لكنني أبيتُ أن أستمع لها بعدما كذبت بشأنِ زوجها على أنّه سيعاملني معاملةً حسنة، ليس هناكَ دفئٌ بعد دفئ الأب، إن كان جيداً فسوف يريكَ الجنّةَ وأنتَ لا تملكُ أيَّ شيء، هذا ما كان عليه أبي قبل مماته، لقد اكتشفتُ خبايا كثيرةٍ عنه، لم يكن بخيلاً، بل كان يدخر المال ويستثمره طوال الوقت وأحياناً يخسر فيطلب من أمي القليل للتعويض، بالمال الذي جناه اشترى منزلاً لنا، ذلك المنزل الذي نسكنه الآن، واشترى لأمي سيارةً بدل الذي أعتطه له من مال، لقد كان جيداً، فقط كان مشغولاً جداً لأن أراه، وسببُ عمله الدائم هو أنّه كان يرغب بمستقبلٍ جيدٍ لي مالياً.

بعد نصف سنةٍ من المواعدة حدث الآتي، كنا نتناول غدائنا على السطح ونتكلم بكلِّ أريحية، إلى أن...

-كاندل اريدُ رؤية وجهك!

-أنسيتِ اتفاقنا؟

-لم أنسَ لكنّك ستكشف عنه في نهاية الأمر!

-لماذا قد أفعل؟

اقتربت مني بشكلٍ غريب، وضعت يدها ناحيةَ قلبي، ثمَّ قالت بصوتٍ هادئ وعيونٍ بيرئة: أنتَ تعلم، أقصد أنّكَ لا تأكلُ كثيراً، وددتُ لو أطعمك بيدي، وأيضاً في حالِ تطورتِ العلاقة، فسيكون هذا مهماً!

-وكيف يكونُ مهماً؟ وابتعدي أنتِ قريبةٌ جداً مني!

اقتربت مني أكثر وهمست لي: إن تطورتِ العلاقة فسيكون علينا أن نقبِّل بعضنا أليس كذلك؟

أبعدتها عني، وقلتُ لها: اصمتي، ما نزالُ بالثانوية، التقبيلُ بعيدٌ جدّاً عنا.

زمّت شفتيها وأدارت بظهرها عليّ: تباً! ظننتُ أنّكَ تثقُ بي!

-أنا أفعل!

-كلا... بدأت تبكي ثمَّ تابعت: أنتَ لا تثقُ بي البتة!

-لا تبكي، لقد قلتُ لكِ أنَّ بكاءكِ نقطةُ ضعفي.

-اصمت!

-أنا آسف صوفي، بالفعل لا يمكنني الوثوقُ بكِ في هذا، لا أستطيعُ أن أريكِ إياه.

-لا تخف فقط دعني ألقي نظرة، لن آكلك!

-صوفي أنتِ لا تفهمين هذا، شكلُ وجهي ليس جيداً لتريه!

-كاندل أريدُ رؤيته، أنا حبيبتك سأتقبلك.

-حسناً، سأريكِ إياه، لكن عديني بشيءٍ واحد.

-ما هو؟

-لا تفزعي، وإن فعلتِ لا تريني ردة فعلك، وأيضاً لا تضحكي.

رجلُ الكيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن