طرقت الفتاة ذات التاسعة عشر، باب منزل صديقتها.
فتحت لها الباب أختها الصغرى، وهتفت باسمها:
«وجد! أخيراً عدتِ، لقد قلقنا عليكِ.»
وضعت وجد سبابتها أمام فمها، مبتسمة،
تشير لأختها بأن تهدأ، ثم أمسكتها من يدها لتخرجها لحديقة المنزل.
راقبت سيلين أختها الكبرى، بنظرات تعجب،
بينما تجلس القرفصاء أمامها وتفتح حقيبتها.
مدت قطة بفروٍ ناصع، رأسها من خارج الحقيبة، لتشهق الصغيرة بفرحة واضعة كفّيها على فمها. تبسمت وجد لنجاحها برفع معنويات أختها،
وأخرجت القطة ذات العينان الفيروزيتان،
ووضعتها على العشب.
حملت الصغيرة القطة، وعلقت:
«تشبه بلو!»
هزّت وجد رأسها إيجابا، تتذكّر وجه قطتهما التي فقدتاها قبل سنتين.
أخذت الهرّة من يدي شقيقتها، لتضعها على الأرض مجددًا، وأشارت لها تذكّرها، أن لا تسمح للقطة بدخول المنزل، حيث والدة صديقتها تمنع ذلك.
هزت الصغيرة رأسها لأعلى وأسفل بتفهم.
دخلتا المنزل معًا، فاتستقبلتهما صديقة وجد، واحتضنت الأخيرة بخفة ثم سألتها:
«كيف كان أول يوم عمل لك؟»
رفعت وجد إبهامها إيجاباً، وخلعت حذاء كعبها الأبيض، ثم جلست على مائدة الطعام، تعدل من ثوبها السماوي الطويل لكي لا يتجعد.
تبسمت أميكا تطالع صاحبتها، ثم أحضرت لها ورقة وقلم، وأخبرتها أن تكتب لها عنوان المكان الذي بدأت العمل به، فاستجابت الأخرى لها.
قرأت أميكا بصوت مسموع، عندما انتهت وجد من الكتابة:
«مقهى 1920، سان ماركو. هل اسم المقهى 1920؟»
تعجبت أميكا تحدق بداخل عيني وجد العسليتان، لتهز الأخيرة رأسها إيجابا، ثم تبسّمت لإقبال والدة أميكا، السيدة كاثرين، ترحّب بعودتها، واضعة أطباق العشاء على الطاولة.
استقامت وجد قاصدةً أن تغسل يديها، فلحقتها أميكا، وسألتها تراقبها بعينيها الزرقاوين:
«ألم تخبريني قبلًا، أنه يسكن في سان ماركو؟»
هزت وجد رأسها إيجاباً ورفعت شعرها الذهبي الطويل لتربطه.
«رائع!» هتفت أميكا لتبهج صاحبتها،
وقلدتها برفع شعرها الأشقر بربطة من لون ثوبها الوردي، تنظر للشبه بين وجهيهما في المرآة.
نادت عليهما السيدة كاثرين، وشاركتها أخت وجد الصغرى، بأنهما جائعتين.
تأففت أميكا بصوت خفيض:
«لا أشتهي السباغيتي اليوم.»
تبسّمت وجد، ودفعتها بخفة للأمام، لتعودا للصالة.
____
دخل إيان صافعًا باب شقته بقدمه، يشتم تحت أنفاسه، كونه أهدر نصف ساعة، يجول في أرجاء سان ماركو، بحثًا عن شخص غير موجود.
أنت تقرأ
لوحة فنية
Romanceبالفحم، بالرصاص، والألوان الزيتية... يتلقى الشاعر والكاتب إيان، لوحاتٍ تحمل وجهه، رُسمت من زوايا رؤيا مختلفة له. تكشف اللوحات أن المعجب المجهول يعرف الكثير ممَّا يحاول إيان جاهداً طمسه من هويّته وذاكرته. الغلاف من جنود التصميم
