#عقاب_مؤجل #الفصل_السابع_والأخير
" وهل يمكن لخطأ واحد أن يكلفني حياة!؟"
-عملتي ايه مع والدتك؟
سأل بها عاصم بهدوء وهو يجلس بجوارها بعد أن عاد من عمله, ردت دون أن تنظر له:
-سامحتني.
انفرجت أساريره واتسعت ابتسامته وهو يردد بفرحة حقيقية:
-بجد! أخيرًا, الحمد لله غُمة وانزاحت.
نظرت له بجانب عيناها وهي تسأله باستنكار:
-مالك فرحان كده؟ وكأنها أمك أنتَ!
تنهد وهو يبتسم لها بحنو:
-هي صحيح مش أمي والموضوع ميخصنيش اوي, بس مش متخيلة زعلي عليكِ الفترة الي فاتت وأنا شايفك مطفية وزعلانة طول الوقت ومش في ايدي حاجة اعملها وحاسس إني عاجز, تعرفي لو كنت عارف إني لو روحت لمامتك واترجيتها وبوست رجليها كمان عشان تسامحك كانت هتسامحك مكنتش اترددت وعملتها بس للأسف أنتِ شايفة هي حتى مرضتيش تدخلني.
طالعته بشرود أثناء حديثه ولم يظهر على وجهها أي ردة فعل لِمَ تسمعه فقط تنهدت بعمق قبل أن تقول متغاضية عن حديثه:
-ماما قالتلي اروح افطر معاها بكرة.
أخفض عيناه بيأس حين تغاضت عن حديثه ولم تعلق عليهِ, ولكنه حاول الابتسام وهو يقول:
-طب ده كويس عشان تقربوا من بعض أكتر.
ابتلعت ريقها وهي تشعر بالحرج مما ستقوله ولكنها زفرت أنفاسها وقالت بهدوء:
-هروح لوحدي.
لم تسمع منهِ رد لتنظر له بتعجب فوجدته يطالعها بهدوء أو هكذا يبدو لكن حين تعمقت في نظرته رأت حزن كامن خلف هدوءه ويأس احتلَ مقلتيهِ, مرت ثانيتان قبل أن يقول مبتسمًا بهدوء:
-متوقع, يعني مرضيتش تدخلني من باب البيت أكيد مش هتعزمني على الفطار!
التفت لتكون في مواجهته ووجدت نفسها تهتف بلا تردد:
-لا هي قالتلي براحتك, يعني لو حبيت اروح لوحدي أو معاك.
تجمدت ملامحه وهو يسألها:
-وأنتِ الي اخترتي تروحي لوحدك.
أومأت بهدوء وهي تهتف ببرود:
-ممكن تفطر عند طنط عشان متفطرش أول يوم لوحدك.
التوى جانب فمه بابتسامة مريرة وابتلع غصة قاسية قبل أن يقول بسخرية مبطنة:
-متشليش همي, هفطر هنا عادي.. أكيد مش هروح لأمي لوحدي واقولها مراتي عند أمها أصلها مش طيقاني ومش عاوزاني اروح معاها, أنتِ عارفة إن أمي متعرفش حاجة عن موضوعنا ولا هي ولا اخواتي, مفيش غير بابا بس الي يعرف.

أنت تقرأ
في كل بيت حكاية
Short Storyمجموعة حكايات تجمع بين الحب والكره.. الأمان والغدر.. الحق والباطل.. كل المشاعر الي موجودة في كل بيت.. هنخبط على باب باب ونشوف ايه حكايتهم ونسردها بطريقة مبسطة ونشوف رأيكم في كل حكاية💕