عقاب مؤجل ٦

2.8K 151 9
                                    

#عقاب_مؤجل #الفصل_السادس

وقفت أمام باب شقتهم تقدم رجل وتؤخر الأخرى لا تشعر انها قادرة على المواجهة رغم مرور عام كامل لكنها لا تشعر أنها جاهزة بعد..

وبعد دقائق طويلة كانت تدق جرس الباب بقلب وجل ودقات متسارعة خاصًة وهي تستشعر خطوات تقترب من الباب فاغمضت عيناها وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تزفره بمهل تزامنًا مع فتح الباب.

تجمدت ملامح بشرى وهي تبصر ابنتها أمامها لتهتف بجمود بعد ثواني من الصمت:

_ نعم؟ عاوزه مين؟

ادمعت عيناها وهي تهتف برجاء:

_ ماما..

_عاوزه مين؟

رددتها بجمود، لتتساقط الدموع من عين ريهام وهي تردد ببكاء:

_ ماما عشان خاطري كفاية كده.. انا مبقتش قادرة على عقابك ده.

شهقت بخضة حين تراجعت والدتها للخلف واغلقت الباب في وجهها بقوة لتجهش في البكاء وهي تنظر للباب المغلق بقهر وأكملت حديثها ببكاء وصوت مرتفع ليصل لوالدتها التي تقف خلف الباب:

_ أنا تعبت حرام كده.. انا عارفة اني غلط بس انا اتعذبت اصلا من قبل ما تعرفي، مفكرتيش احساسي كان ايه وانا بعمل حاجه انا عارفه انها غلط من وراكِ ورعبي كل مرة لحد يشوفنا سوا، وضميري الي كنت بحاول اسكته بس اوقات كان بيعذبني بسبب الي بعمله، ولا لما عرفت بحملي...

صمتت قليلاً وقد غلبها البكاء وخلف الباب تساقطت دموع والدتها بقهر وهي تكتم صوت بكاءها كي لا يصل لها فهل من السهل لها أن تقاطع ابنتها لعام كامل؟

_ وقتها كان امنيتي اجري عليكِ واترمي في حضنك واشكيلك مصيبتي، انا فضلت ايام مش بنام ولما بنام بحلم بكوابيس انك عرفتي وقتلتيني.. انا عيشت اسبوعين بموت ومحدش حاسس بيا ولا حتى هو لحد ما قولتله ووقتها سابني.. هو كمان اتخلى عني وقالي تتخلصي منه وسابني..  سابني اسبوع بلف حوالين نفسي لحد ما روحت لدكتور وحدد ميعاد العملية، حتى وقتها ملقتش حد يقف جنبي ولا يهون عليا وانا بموت من الرعب وحاسه اني هموت في العملية دي ومحدش هيلحقني.. حتى لما روحت اعملها لوحدي كنت عارفه اني لو مت الدكتور والي معاه هيرموني في اي حته ومحدش هيعرف عني حاجة، تخيلي احساسي وقتها وقهرتي، وقتها بس عرفت حجم ذنبي الي عملته وخدت عقابي.. والله خدت عقابي بكل العذاب الي اتعذبته في الفترة دي وبكل وجعي الي فضل جوايا طول السنين الي فاتت وقهرتي لما لقيته بيتقدم لاختي وانا واقفه متكتفة مش قادرة اعمل حاجة..

صمتت ثانيًة وانخرطت في بكاء مرير غافلة عن الواقف خلفها والذي قام بايصالها أمام المنزل ومن المفترض ان يذهب لعمله لكنه لم يستطع خشى أن تثور عليها والدتها او ترفض دلوفها للمنزل فصف سيارته جانبًا وقرر الدلوف للإطمئنان على الوضع وصدق حدسه حين رآها واقفة أمام الباب وصوت بكاءها واضح.

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن