-
-
-
(كانتا صديقتان، رُبما أكثر. والآن لم يتبقىٰ منهُما سِوىٰ الرماد.)ذلكَ المنزلُ إعتادَ بثَ السكينه، الحُزن، وأحياناً الرُعب.. قبلَ بضعِ ساعاتٍ أخذَ يتجملُ بأصواتِ وضحكاتِ ناسهِ ألذينَ أسعدوا تِلكَ الروحَ الهائمةَ فيه.
لكن الآن.. بثَ الرُعبَ من جديد، الخيبه، وقليلاً مِنَ الحسره.كانَ صدرُ الأشقرِ يرتفعُ وينخفضُ جراءَ الرُعب ألذي اهداهُ لهُ الهيثمُ في تلكَ القُبله.
كانَ خائفاً، جداً.
تلكَ الذكرياتُ بدأت تُعيقُ تفكيرهُ المُتخلخل، في اللحضةِ ألتي قرأ فيها تلكَ القصيده ظنَ أنَ الهيثمَ يفهمُه، ظنَ أنهُ وجدَ من سَيُربتُ علىٰ كتفهِ بِعطف، من سَيحتضِنُه، ليسَ من سَيجعلهُ يعيشُ نفسَ الرُعب ألذي هربَ مِنه.تلكَ القُبَلُ علىٰ رقبتهِ لم تُساعد بتهدئتهِ بتاتاً، ولا حتىٰ لعقُ تلكَ العضاتِ لتخفيفِ ألمِها، ولا حتىٰ اللمساتُ تحتَ قميصهِ الأبيض ألتي أخذت تنزلُ للأسفلِ بحثاً عن قضيبِ الآخرِ لتهدئته. لم يكُن الرماديُ واعياً، هذا ما بدا عليهِ في نظري، أما بالنسبةِ للأشقر.. كانَ مُقرفاً.
يداهُ تتحركانِ تحتَ قبضةِ الهيثم تُحاولانِ التحرُرَ بصعوبه. لِحُسنِ الحظ لم يكُن كاڤيه ذا بُنيةٍ ضعيفه.
بلحضه، إستطاعَ تحريرَ يدٍ مُستخدماً أياها لصفعِ وجهِ الرمادي ألذي سقطَ علىٰ الأرض.كانَ كاڤيه يتنفسُ بصعوبه بينما الدموع تملئ زوايا ذلكَ القُرمُزِ الأحمر راغبةً النزول.
كانَ هذا صعباً، مُخيفاً وسببَ لهُ ضيقةً وخيبةً من نوعٍ جديد. نوعٍ أكثرَ ألماً.ضلَ الرماديُ علىٰ تلكَ الأرضيه مُحدقاً بأتجاهٍ آخرٍ بينما إحدىٰ يداهُ أخذت تتلمسُ مكانَ الصفعه. أدارَ رأسهُ ناحيةَ كاڤيه بعينانٍ غاضبتان. تبددت هذهِ النظره عِندما رأىٰ دموعَ كاڤيه تُباشرُ بالنزولِ علىٰ وجنتيهِ الشاحبه بينما يداهُ تحتضنانِ جسدهُ بقوه. جسدهُ ألذي كانَ مكشوفاً جراءَ تمزيقِ قميصهِ، وبالتالي، تلكَ العلاماتُ الأرجوانيه أخذت تتوضحُ وتكتسحُ ناظريّ الرمادي.
في تلكَ اللحضةِ السيئه، أدركَ الهيثم ما أقترفتهُ يداه. كانَ الأندفاعُ علىٰ كاڤيه نتيجةَ الحسره التي اجتاحت قلبهُ ليسَ مُببراً لمُعاملتهِ هكذا. خصوصاً بعدما وعدَ نفسهُ بحمايتهِ لأجلِها..
"أنا..أعتذر، بشده.." وقفَ الهيثم وعيناهُ علىٰ الأرض.
"كُنتُ مخموراً، أنا-"
قبلَ أن يُكمل أتتهُ صفعةٌ أُخرىٰ، وأُخرىٰ،
أندفعَ الأشقرُ ناحيةَ الهيثم ضارباً أياهُ بلحضةٍ هيستيريه.لم يتصدىٰ الهيثم لِهذا الضرب، فَـبِنظرهِ كانَ يستحِقُه. رؤيةُ كاڤيه يضربُ صدرهُ ويخمشُ ذراعاهُ بينما يصرُخ كانت كفيلةً بجعلهِ يغرقُ في بحرٍ كاملٍ من الندم.

أنت تقرأ
A secret - سِر
Fantasy"كُلُ ما أردتهُ هوَ النظرُ في عينيك؛ كأنكَ تعرفُ إنني حُبُ حياتِك." - الروايه مِثليه (كاڤيه-الهيثم). - مُكتمله.