الفصل 32

16K 772 39
                                    

الفصل 32
#عاصفة_باسم_الحب
#بداية_الرياح_نسمة
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

أخذ يتأملها و هي تأكل بشراسة كأنها لم تأكل بحياتها من قبل، رائعة بأسوأ حالتها شهية مميزة، أسند رأسه على المقعد هي امامه مثل الفيلم السينمائي الذي لا يقدر على رفع عينيه عنه حتى لا يفوته مشهد واحد...

إنتهت من الطعام لتأخذ كوب عصير المانجو دفعة واحدة ثم أزالت البقايا بكفها، أخذت نفسها بثقل و هي تضع يدها الأخرى على معدتها قائلة :

_ إيه ده يا جدع أحلى صينية مكرونة دي و الا ايه، أول مرة تعمل حاجة صح في حياتك يا إبن المسيري...

سعيد بكل ما يحدث و كل ما يعيشه معها كان يحلم به، لأول مرة فاروق المسيري يأخذ الأطباق و يدلف بها إلى المطبخ حتى لا تبذل هي أي مجهود...

عاد بعد عشر دقائق ليراها تضع رأسها على الطاولة و ذهبت إلى عالم آخر، ابتسم إليها بحنين هامسا :

_ طلعتي ليا منين ما أنا كنت عايش من غيرك ملك..

حملها بهدوء متجها الي غرفة جليلة يضعها على الفراش بحرص قبل أن يغلق الباب و الأضواء اخذا مكانا بجوارها، وضع رأسها على صدره مقبلا أعلى حجابها قبل أن يسحبه من على خصلاتها الحريرية....

همس لنفس بتعجب :

_ ده حضن و الا جريمة ده؟!...

مر الليل بسلام و أشرق نور الصباح بشمسه، بدأت تشعر بشيء يقيدها مع ألم معدتها لم تتحمل البقاء أكثر نائمة، فتحت عينيها، لتكون الصاعقة ماذا تفعل بين أحضان هذا اللعين؟!.. آخر شيء تتذكره تغلب النوم عليها بالصالة...

آه من هذا الاستغلالي، نظرت الي نومه البريء و ملامحه الهادئة بتعجب، كيف له أن ينام مرتاح البال وسط أفعاله؟!.. أخذت الوسادة من أسفلها و تفكيرها كله بكيف تنتقم منه..

مهما حاول أن يصلح هناك بعض الأشياء لا يجوز بهم الإصلاح، مازالت لا ترى به إلا جبروت رجل ضحك عليها و بعدها ألقى بها بالجحيم...

مترددة، خائفة، مغلولة، عاشقة، مشاعر هي نفسها لا تفهم منها شيء، أغلفت عينيها ثم وضعت الوسادة على وجهه لعدة لحظات قبل أن تبعدها منهارة بالبكاء..

_ رجعتي في كلامك ليه يا أزهار؟!...

لأنها ضائعة، مشتتة، لا تجد إلى راحتها طريق، رفعت نظرها إليه لتجده كما هو مغلق العينين نائم، للحظة توقعت أنها فقط تتوهم إلا أنه تحدث بنفس هدوء :

_ إيه اللي منعك تاخدي تارك لسة بتحبيني يا شكولاتة صح؟!..

نفت رأسها قائلة :

_ لا أنا بطلت أحبك من يوم ما خرجت من بيتك يوم صباحيتي، بطلت أحبك من يوم ما رميتني لأهل الحارة بتقول البضاعة بايظة، بطلت أحبك من يوم ما بقيت مجرمة عايز أقتل و موجودة في السجن، بطلت أحبك لما عرفت إنك لعنة دخلت على حياتي البسيطة دمرتها، كل ما ببص على وشي في المرايا و أشوف فيه أثر جروح.. أكرهك أكتر و أكره غبائي، أنا مش عايزة أقتلك أو مش قادرة عشان من جوا نضيفة مش شبهك و لا قلبي معدوم منه الرحمة زي قلبك، بكرهك يا فاروق بكرهك...

حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن