3- بِدايه

1.2K 88 166
                                        

-
-
-
(لِما تبكي؟ أنا وأنتَ فقط هُنا.)
الثامنةُ ليلاً، اصواتُ المطر، قهوةٌ سوداء، رائحةُ الكُتُب، الحِبرِ ألاسودِ المُلطخ بعشوائيه علىٰ ذلكَ القُماشِ الابيض.

حسناءٌ لطخت نفسها أيظاً. يحملُ بإحدىٰ يديهِ كوبَ القهوه وبالأُخرىٰ الفُرشاة، ناظراً لِتِلكَ اللوحةِ القُماشيه. يبدو أنَ كاڤيه أرادَ تفريغَ مشاعرهِ علىٰ لوحةٍ مسكينه، خصوصاً في مثلِ هذا الجوِ البائس، تتحفزُ قنواتُكَ الدمعيه لِلبُكاء، لكن الفنانونَ لهُم طُرُقٌ أُخرىٰ، إنهُم ينزفونَ علىٰ الورق.

 يبدو أنَ كاڤيه أرادَ تفريغَ مشاعرهِ علىٰ لوحةٍ مسكينه، خصوصاً في مثلِ هذا الجوِ البائس، تتحفزُ قنواتُكَ الدمعيه لِلبُكاء، لكن الفنانونَ لهُم طُرُقٌ أُخرىٰ، إنهُم ينزفونَ علىٰ الورق

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حركاتٌ عشوائيه ولكن دقيقه، قزحيتهُ القُرمُزيه تُلاحقُ تلكَ الفُرشاةَ الي كانت تتحركُ بأرتجال، ذهاباً وأياباً صانعةٍ لوحةٍ جسدت شعوراً مِن مشاعرِ ألاشقر. أستطاعَ أخيراً فِهمَ أحدِ مشاعرهِ المُبعثره. لم يُفكر يوماً بِمُصارحةِ نفسهِ عن مشاكلهِ الحقيقيه، مشاعِرِه، الاصواتُ العاليةُ في ذهنِه، كانَ فقط يتغاضىٰ عنها. لكن الآن، ها هوَ يَرسمُ ما يُقلِقُه، ما يأكلهُ في نومهِ جاعلاً منهُ مرسىٰ من غيرِ سُفُنٍ.

"هذا بِسببِك." أردفَ بصوتٍ خافتٍ قاصداً الهيثم. قصيدتهُ هيَ ما أيقظت كاڤيه من بؤرةِ الخوفِ التي يعيشُها، لكن ليسَ طويلاً، كاڤيه أدرىٰ بنفسهِ أكثرَ من أيّ شخص، سيعودُ لِتلكَ البؤرةِ ليلتفَ علىٰ نفسهِ مُعانقاً أياها. قصيدةُ الهيثم حملت شعوراً مؤقتاً بالآمانِ لشخصٍ يعيشُ في خوفٍ دائم.

رنَ جرسُ مسكنهِ ليُخبرهُ أنَ أحدهم أتىٰ ليُقاطعَ جلستهُ النفسيه. دقَ علىٰ لسانهِ بأنزعاج رامياً تلكَ الفُرشاةَ مُتجهاً للباب.

فتحَ الباب ليتبينَ أنَ صاحبَ المسكن هوَ من أتىٰ لتخريبِ مزاجه.

"مساءُ الخير سيد كاڤيه."
أردفَ صاحبُ المسكنِ بوجهٍ حملَ أبتسامةً جامده.
"أهلاً؟" أردفَ بأستغراب، قد دفعَ أيجارَ الشقه منذُ أسبوع، ما سببُ وجودِ صاحبِها هُنا؟

"أعرفُ أنَ الوقتَ مُتأخر وأنكَ طالبٌ جامعيٌ مشغول، لكن أتيتُ لأبلاغكَ أننا ننوي الاستثمارَ في بعضِ أجزاءِ هذا المبنىٰ وصادفَ أنَ شقتكَ من ظمنِ الجُزءِ المُحدد." قالَ بنفسِ الابتسامه مُخرجاً ظرفاً غريباً من جيبه.

A secret - سِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن