الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)

80.7K 3.4K 1K
                                    

"الفصل الواحد و الخمسون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"و كأنني أحببتكِ بِـروحي....
أبصرتُ فيكِ شفاء جروحي..."
_________________________

ثِمةُ بَعض المعارك لا يتطلبُ مِنكَ خَوضها، فـ بانسحابك منها تفقد قيمتها و يزولُ أثرُها، لتطرح في ذاتك سؤالًا هامًا، هل نفسك قادرة على العراك، أم أنك حقًا تَفيها حقها ؟! فإذا كُتِبَت عليك الحرب و قرعت الطبول، قِف مُحاربًا لذاتك و اثأر لحياتك و كأنكَ لم تَرِد بعد بالعقول، فهل من أثرٍ قُتلِت روحك من أجله أن يزول ؟! أم أنكَ فقط تحاول في كمدٍ و كأنك تحارب العقول ؟!"

توقف «عامر» عن الحديث قبل أن يُكمل جملته حينما صدح صوت الفرقة على مُقدمة الشارع، و هي فرقة متخصصة في العزف بالطبول و يطلق عليها "فرقة بلدي" حيث يرتدي العازفون جلبابًا واسعًا مع عمامةً بيضاء، و في يدهم الآلات الموسيقية القديمة مثل "الناي" و "الطبول الكبيرة"، ضحك الشباب بقوةٍ و لكن ما أثار دهشتهم و جعل الصمت يُخيم عليهم هو قدوم «مرتضى» على أحد الخيول و كأنه فارسًا ماهرًا، فاقترب «وليد» من «عامر» يمسكه من تلابيبه و هو يقول بحنقٍ:

"مركب أبويا حصان يا عامر !! هو دا السُكيتي ؟! فاكر نفسك بتنقل عفش ابن الزناتي خليفه ؟!"

كان «مرتضى» يرقص بالخيل على العزف الموسيقي حتى اقترب منه الشباب يقفون بجواره و هم يرقصون حوله، و النساء يشاهدن كل ذلك من الشرفات في البيت، و قبل أن تهدأ تلك الأجواء، اقتربت السيارات المتخصصة في نقل الأثات و يتقدمها السيارة الخاصة بالادوات الموسيقية و فوقها عامل الأفراح الذي يُدعى "عمدة" و هو يقول بصوته العال في مكبر الصوت:

"الليلة ليلة و لا ألف ليلة و ليلة...الليلة عيد....و الكل سعيد بفرحة أولاد الــــرشــيــد"

اتسعت الأعين بقوةٍ بينما «عامر» ركض يركب خلف «مرتضى» على الخيل و هو يقول بمرحٍ:
"أديها يا عم مرتضى"

رفع «مرتضى» الخيل للأعلى وسط تلك الأجواء الصاخبة حتى اندمج الشباب و السكان و الجيران معهم في تلك الفرحة، التي كان سببها أولًا و أخيرًا هو «عامر».

وقفت الفتيات تضحك على تلك الأجواء التي بثت المرح في نفوسهن جميعًا و خاصة «خديجة» التي كانت تضحك مثل السَكير و هي ترى رقص الشباب حول عمها و «عامر» فوق الخيل خلف «مرتضى»، أما «هدير» فأخرجت هاتفها تقوم بتصوير تلك الأجواء و هي تضحك بسعادةٍ غمرتها كليًا و خصيصًا و هي ترى «حسن» وسط الشباب بمرحه و فرحته و ضحكته التي زَينتْ مُحياهُ، حتى مال «ياسين» على أذن «ياسر» و هو يقول هامسًا:

"أبوس رجلك يا ياسر إلحق سُمعة أخوك قبل ما تروح قدام نسايبي، عُمدة لو اتكلم أنا مش هعرف أرفع عيني في وش حد هنا تاني، الحقني"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن