« زئير الأسود وصهيل الخيل »

7.4K 445 121
                                    


وصلت (هنان) و(خود) لمكان القافلة مشياً بعد ما قامت (دعجاء) و(ربوح) و(رتيكة) بجمع الأموال من تجارها وربط بقية الحراس الذين بقوا مع القافلة لأن (دعجاء) منعت عصبتها من قتلهم أمام الناس .

أخذت العصبة ما خف وزنه وغلا ثمنه وحملنها على بعض الدواب التي اخترن الرحيل بها للعودة للـ«يمامة» وعندما رأتها (دعجاء) قالت وهي تحمل دابتها بالغنائم :
أين (ضنة)..؟

(هنان) وقد بدأت بحمل بعض الغنائم على إحدى الدواب:
لا نعرف لقد تركتنا البارحة ولم تعد

(دعجاء) وهي ترمي ما في يدها بغضب:
كيف تعودين بدونها ؟!! .. كيف تتخلين عن أختك ؟!!

(خود): لقد بحثنا عنها يا خالة ولم نجدها .

(دعجاء) وهي تصرخ :
هذا ليس بعذر لتتركا أختكما في الصحراء وحدها !! العصبة يجب أن تبقى يداً واحدة ولا تتفرق أبداً بسبب الخلافات التافهة التي تضعفها وتعرضها للخطر !!

(هنان) بابتسامة ساخرة :
هي ليست وحدها وذلك الـ(أزرق) معها ..
لن يصيبها شيء وهو ملاصق لها لا تقلقي ..

(ربوح): هذا ليس سبباً مقنعاً لتركها يا (هنان)

(هنان) وهي تحمل الغنائم على الدواب بوجه عابس:
لست مسؤولة عنها أو عن تصرفاتها ..!

(دعجاء) وهي تتنفس بثقل وتضع يدها على صدرها:
لا تضيعي وقتك يا (ربوح) مع هذه الحمقاء لنذهب للبحث عنها

بدأت (دعجاء) بقراءة بعض الطلاسم فخرج
(الشيطان الأحمر) وبدأ بتقبيل قدميها وهو يقول :
«خادمك للأبد .. خادمك للأبد ...»

(دعجاء) مبتلعة ريقها وأنفاسها بدأت بالضيق :
اذهب وحدد لي مكان (ضنة) فهي ليست بعيدة عن هنا ..!

نزل ( الشيطان الأحمر) على أطرافه الأربعة وانطلق مسرعا نحو الأفق ..

(ربوح) وهي تضع يدها على ظهر (دعجاء) بقلق:
ما بكِ ياعمة؟.. اجلسي وارتاحي واطمئني لن يحدث شيء لـ(ضنة)

(دعجاء) موجهة كلامها لـ(هنان) وهي تتنفس بثقل:
أي مكروه سيصيب أختك سيكون بسببكِ يا حمقاء !

(هنان) مبتسمة بسخرية وهي تحمل الغنائم :
لن يصيبها شيء يا عمة لا تبالغي بردة فعلك اندفعت (دعجاء) نحو (هنان) وهمت بصفعها لكنها توقفت عندما
شاهدت (الشيطان الأحمر) يجري باتجاهها قادماً من الأفق وقالت بوجه مبتهج يخالطه القلق :

لقد عاد بسرعة يبدو أنها قريبة ..
(ربوح) مبتسمة: ألم أخبرك يا عمة؟

وصل الشيطان الأحمر ودنا من أذن (دعجاء) وهمس فيها ..

بساتين عربستانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن