صراع المافيا

Part 39 : حفيد الأوساما

- لنتفاوض سلميا بدون أسلحة

- حسنا..ضعي أعينكِ جانبا

...................................................................................................................................................

العرق يتصبب منه ...شعره الأشقر ملتصق بجبينه و الدم من جراحه كان يسيل بسرعة قطرات بقطرات يمر بكل عضلة من جذعه ..مع ذلك أندريه كابوني شد قبضته على سيف الكاتانا داخل يمسكه كأنه صياد..يراقبهم يسحبون الجرحى من القتال بعيدا عن الحلبة ...

الفاصل بين القتال و غيره ليس إستراحة بل مجرد ثوان ..لأنه ما أن تحرك أندريه قليلا يغير وضعيته و يحرك السيف في يده يقلبه كما يقلب سجائره حتى و من العدم ظهر مقاتلين غيرهم يحاوطونه على الأرضية..

أنفاسه كانت متسارعة لكن وقفته و نظراته كانت ثابتة حين مرر أعينه على مقاتلي اليوكونيري حوله...كانوا أربعة و هذا قتاله السابع الليلة مما يفسر أن الحلبة كانت مليئة بالدم على الأرض لدرجة أنها باتت لزجة...

هنا في اليابان في قاعة قتالات اليوكونيري السنوية لا يحضر إلا مهووسي الفنون القتالية أو ممارسيها...المكان كان واسعا جدا لدرجة يتسع لمئة شخص مع ذلك هناك حلبة دائرية واحدة في المنتصف صغيرة تحصر المقاتلين في مساحة ضيقة...حول الحلبة لا يرى المرء سوى تنانين عالم السيوف السفلية منتشرين بزيهم الأسود الخاص بالنينجا و مصطفين بنظام دون حراك صفوفا صفوفا حول المكان و سيوفهم خلفهم...

هنا لا يستعملون الإضاءة العادية لأنه داخل القاعة لا نور سوى من النيران المشتعلة في كل زاوية كأنهم في عصور آسيا الوسطى في عهد الساموراي...ثم هناك في الطوابق العلوية مشاهدين غير آسيويين..بعضهم جالسين ببذلاتهم يشاهدون و بعضهم يحافظون على هوياتهم سرا و يجلسون في القاعات المغلقة و يراقبون من الظلال...أشخاص يدفعون الملايين كل سنة لشراء مقعد و حضور القتالات اليابانبة السنوية و آخرين يدفعون اضعاف ذلك لمشاهدة قتالات أندريه فقط...كل الأموال طبعا تأخذها تنانين السامارو..و هي العائلة من اليوكونيري التي تدرب فيها ملك العالم السفلي...

مما يفسر أيضا أن مدربه كان هناك متخفيا في الظلال جسده ظاهر و وجهه مخفي لكنه يراقب كل حركة منه كأنه يقوم بتقييمه...و في هذه الليلة يحضر حتى أعداء أندريه أو أعداء حاكم عالم السيوف و اليوكونيري..ببساطة لأنها ليلة.. القتل الوحيد فيها قد يحدث على الحلبة فقط...

مع ذلك لا أحد كان يموت...بل يؤذون بعض حتى الوصول لشفير الموت فقط...خسارة المقاتلين ليست بتلك البساطة و هو ما يفسر أن جسد أندريه كان مجروحا خصوصا و أنه لا يرتدي شيئا سوى سروال أسود واسع و فضفاض يتدلى على حوضه بإهمال...

تحرك مقاتل على يمين أندريه فعاد هو خطوة للخلف يعدل وضعيته و أقدامه الحافية تترك أثرا بالدم على الحلبة...من حوله يرتدون زيهم بالكامل عدا قناع الوجه. وهو مرر فقط نظرة سريعة عليهم بهدوء متأكد أنه من الصعب عليه دراستهم لأنهم تدربوا مثله و الليلة هو لا يستطيع سوى استخدام تدريبات اليوكونيري ..لا التدريبات الروسية و لا أي فنون قتالية غيرها..و يستطيع جميعهم استخدام أي سلاح آسيوي بينما هو اكتفى بنصل من الكاتانا...