الفصل السابع والثلاثون : إختطاف قانوني.

Start from the beginning
                                    

فذهب تلك الليلة إلى العم العجوز و جلس مقابلا له يحدق في الكتب بتجهم ليقترح عليه الأخير بأن يختار كتابا ما يطالعه ، فهذه الليلة ستكون طويلة ولن تمر بسهولة بمجرد التحديق بملل هكذا ، و انتهى الأمر بإختيار عمار لكتاب جذبه عنوانه و أخذه الى غرفته لكي يقرأه بمفدره ..

بطل الرواية هو شيخ عجوز اسمه سانتياغو ولديه فترة طويلة من الحظ السيء في صيده في البحر، لم يتمكن الشيخ خلال أربعة وثمانون يوما من اصطياد سمكة واحدة، وكان هناك صبي صغير يحب الشيخ والشيخ يحبه كثيرا اسمه (مانولين) وسر تعلق الولد بالشيخ أنه هو أول من علمه الصيد.
وفي الرواية يرمز مانولين إلى الروح الإنسانية المتجددة بالإيمان بشيء ما...

بعد مرافقة مانولين للشيخ لأكثر من أربعين يوم منعه والداه من الاستمرار بالذهاب معه لأنه شيخ "سيء الحظ" كما يعتبره الجميع وقرر والداه ان يرسلاه برفقة صيادين آخرين، وفعلا استطاع الصيادون الصيد من أول يوم.

ذهب الشيخ العجوز الكوبي وحيدا إلى خليج كوبا /هافانا بقاربه الصغير، في وقت الظهيرة اصطاد مذهولا سمكة عملاقة، كانت مقاومة شرسة في عرض البحر ، لم يستطع نقلها في المركب وبقي وحيدا يقاومها وتقاومه لثلاث أيام و ليال فتتأرجح به وبقاربه وبجروحه الدامية  ذهابا وإيابا لعرض البحر.
في اليوم الثالث وبعد أن أُنهِك و شعر أن السمكة أيضا أُنهِكت استجمع قواه وقام بطعنها بسكين في قلبها وربطها إلى جانب المركب وبدأ رحلة العودة.

غير أن طريق العودة لم يكن أقل صعوبة ، فلقد واجهته مصاعب كثيرة استطاع تخطيها بشق الأنفس ..
و بعد أن أوى الشيخ  إلى كوخه ليرتاح فكر بطريقة ذوي الروح المنتصرة وأنه استطاع أن يهزم السمكة العملاقة كما تصدى بكل قوة لسمك القرش لذلك لا بد وأن يعود للبحر...

هي قصة فيها مفارقة ملفتة فهي مليئة بالواقعية ووصف البحر والسمك ونفسية العجوز وفي ذات الوقت رمزية لاقصى حد ، ترمز لصراع الإنسان الأزلي مع الطبيعة ومع القوى المحيطة به فما أن ينتهي من صراع حتى يدخل في صراع آخر والغلبة للروح في النهاية.

و لا بد أن الغجرية تهدف لأن تدخل في صراعات كثيرة ولن تهدأ حتى تخرج منها منتصرة مثلما فعل الشيخ سانتياغو في عرض البحر !!

تأوه عمار بتعب و سخر من نفسه لأنه شعر لوهلة بأنه يحسدها على وضعها هذا ، فبينما يقضي هو الليالي ساهرا عاجزا عن إغلاق عينيه من شدة ألم رأسه و التفكير ، تغرق هي في النوم و كأنها لم تفعل شيئا.
دلك صدغيه و جلس مقابلا لها وهو متأكد من أن مريم لن تستيقظ بسبب نومها الثقيل ، فسمح لنفسه بتأملها بعيدا عن الشباكات التي تحصل بينهما كلما التقيا.
ثم همس بصوت متحشرج :
- حاسس نفسي مش قادر استوعب اي حاجة بتحصل حواليا ... من جهة عيلتي و من جهة شغلي و انتي و تصرفاتك.
انتي مخلياني مش عارف افكر ، أحيانا بقول لنفسي لازم اعنفك و اجبرك تتكلمي بقعد اقول اول لما اشوفك هعمل ده و ده بس لما بتقفي قدامي ببقى عاجز أعملك حاجة.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now