الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)

105K 4.1K 2.3K
                                    

"الفصل السادس"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_______________

تجودين على روحي بكرمك حينما تتحدثين... فكوني ذات جودٍ أكثرٍ و صِليني أسوةٍ بالعاشقين."
_____________

إن كنت تظن أن تلك الحياة خلقت بها دروبًا للراحة، فأنتَ مُخطيء... و إذا كنت تظنها كل شيء فـ خطئك أكبر، بالطبع تلك الحياة لم تخلق للراحة، بل خلقت للتعلم حتى تصل للتأقلم، تقف بها تشبه الطفل الصغير لا تدري ماذا تفعل تظن أنك تعيش في سلام....حتى تصطدم بحوائط الواقع مثل اصطدام الأجساد في الزحام.

اقترب «راشد» من «وليد» يقول بانفعال:
"الكلام اللي الأخ دا بيقوله صح يا وليد؟ ولما أنتَ عارف إن هو خطيب هدير سبتني اتعشم ليه؟ محاولتش تراعي نفسيتي؟"

ابتسم له «وليد» وهو يقول بنبرةٍ واثقة:
"بصراحة هي حركة زبالة معلش بقى جت فيك، و بعدين أنتَ عاوز تقهر أخواتي و تستغل الظروف و أراعي نفسيتك؟ ليه؟ هي نفسيتك فيها كتاب دين؟"

اتسعت حدقتي الجميع من الموقف، عدا «مرتضى» و «حسن» و «ياسين» الذي سبق و اتفق معهم «وليد» على ما هو آتٍ، بينما «وليد» تابع قوله بنبرةٍ واثقة من جديد يقول:

"بصراحة يا راشد أنا موثقتش فيك بربع جنيه مخروم حتى، دا غير إن مش وليد الرشيد اللي يفرط في لحمه لأي حد و السلام"

اقترب منه «راشد» يقول بانفعال:
"و ليه كدا يا وليد؟ ليه خلتني اتعشم انها هتكون ليا، و ليه اتفقت معايا أعتذر عن اللي فات على اساس موافقتك ليا؟"

زادت نبرته ثقة و تشفٍ وهو يجيبه بهدوء أعصاب يحسد عليه:
"بصراحة دا كان رد اعتبار لـ أختي، و سفالة و قلة أدب مني، ما هو أنا قلت لك نفسيتك مفيهاش كتاب دين علشان أراعيها"

وقف أمامه «راشد» بشموخ قائلًا:
"و أنا اللي طلبت ايد هدير قدام الكل، يعني الحق ليا أنا إنها تكون ليا، أنا اللي جيت الأول قصادكم و أنا أولى من الغريب"

نظر له الجميع باندهاش من وقاحة حديثه، بينما «طارق» تدخل يقول منفعلًا:

"إيه كلامك الخايب دا يا راشد؟ ما تفوق كدا و تشوف أنتَ بتتكلم عن مين؟ دي أختنا يعني تلم نفسك و تتعدل بدل ما اعدلك أنا"

استشعر «راشد» خطأ حديثه لذلك اقترب منه يقول بلهجة مهتزة إثر انفعال الآخر:
"أنا من قهرتي بقول كدا يا طارق، عشمت نفسي إن اللي بحبها تكون ليا و أخوك زود عشمي، في الآخر لقيته بيلعب بيا، حط نفسك مكاني"

تدخل «حسن» يقول بلهجة حادة نابعة من قلبه:
"قولتلك أنا خطيبها، يعني كلامك معايا أنا، و بعدين إيه جاي الأول دي؟ فاكر نفسك واقف فـ مكتب تموين؟ اتعلم تتكلم عن الناس بأدب بدل ما الرجالة تعلمك"

تدخل «ابراهيم» يقول بانفعال ممتزج بنبرةٍ مهتزة خوفًا من القادم مُردفًا:
"خلاص يا راشد، هي مش نصيبك، ربنا يسعدها مع الاستاذ، احنا بس كنا هنعمل الواجب علشان تكون راجلها فـ محنتها، لكن الأصول منتعدهاش، طالما هي مخطوبة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن