الفصل السادس _ قـ (2)

12.8K 854 246
                                    

#الفصل_السادس2
#معشوقة_النجم
#سلسلة_للحب_شعائر_خاصة

تجلس أمام المرآة تمشط خصلات شعرها بشرودٍ وبين الحين والأخر تنظر إليه تجده منشغل في مكالمة مختلفة مع معارفه، وما جال في عقلها أنه وسيم دائمًا حتى في انفعالاته يظهر بصورة حازمة قاسية لا تناسب قلبه الأبيض، خطواته مهيبة، عيناه حكاية لم ترويها الأساطير القديمة ولا حكايات الحب الحالية، ألف فتاة كانت ولازالت تتمناه
وهي كانت من بينهن، قد احبوه لحسبه أو نسبه لكن هي أحبته قبل أي شيء
أحبت يامن الصديق الرائع التي ولدت وجدته برفقتها ولم يتخلى عنها سوى بالموت
شاركها أسرار لازالت بينهما إلى الآن ولا يعرف عنها شيء سواه حتى أبيها، كان بئرها الأمين
وفارس الأحلام أمن الممكن بعد كل ما مروا به سويًا يصبح لغيرها!

وبعفويةٍ رفع عيناه ينظر إلى سطح المرآة وجدها تنظر إليه بصمتها غير المعتاد فسألها:
-مالك؟

تنبهت حواسها إلى صوته المهموم وبرغم من كل ذلك يسألها ما بها، فطالعته بنظرة صامتـة جهل معناها حتى نهضت من مكانها جالسة بالقرب من مكانه تسأله بخفوتٍ:
-هو أنا لو مكان البنت اللي بيحبها نجم ديه هتسبني يا يامن؟

ابتسم بعصبيةٍ وعاود النظر إلى هاتفه الذي لم يصمت من بكرة الصباح:
-واضح إنك رايقة وبصراحة أنا مش فايق.

نهضت وجذبته من ذقنه عنوة ليطالعها بمقلتين مختنقتين، يحذرها بالا تتمادى في دلالها:
-مادي، أنا حاليًا مش في مود يتحمل دلع سبيني عشان أنا لما بكون مخنوق بيكون دمي تقيل وأنا عارف.

همست بخفوتٍ:
-بس أنا مش بدلع، أنا بسألك لو فعلًا جالي كانسر هتسبني

وأشتدت غصة حلقها وهي تكمل:
-هتخلي واحدة تانية تدخل حياتك وتاخد مكاني وتربي ابني زي ما بابا عمل؟ ولا هتفضل متعلق على ذكرايا وياترى هتكمل ولا هيجيلك يوم وتزهق وتقول انتظرت كتير زي ما غيرك بيعملوا؟!

لمس الخوف في صوتها، خوف الفقدان والذي عبرت عنه سابقًا، وهذا ما جعله يتخلى عن أي هموم وهو يحاوط كتفيها يهتف برفقٍ:
-إيه اللي بتقوليه ده؟ ربنا يديك العُمر ويخليكي لينا وتشوفي زاد أحلى عريس.

وضم رأسها إلى صدره، معقبًا بمحبةٍ:
-وعشان تتطمني ده مش ممكن يحصل، أنا ممكن أعك برا لكن جواز ومسؤوليات تاني لأ.

قال جملته الأخيرة مازحًا فهربت ضحكة صغيرة منها وهي توكزه في صدره:
-على فكرة دمك سم.

قبل رأسها برفقٍ، وقال بابتسامة متعجبة:
-ما إنتِ اللي كلامك غريب يا مادي، موت إيه وجواز إيه اللي بتتكلمي فيه حبيبتي إنتِ جبارة وأنا اشهدلك، أقسم بالله لو حد غيرك ما كنت اتجوزت ولا فكرت في الجواز.

استجابت ببطء وهمت تسأله:
-يعني

قاطعها بتروٍ وهو يميل على جبينها يحصرها بعينيه الجملتين:
-مادي أحنا فيه بينا حاجات كتيرة عمرها ما تتحكي، ذكريات وأحلام حتى أبن يجنن كل ده مشترك بينا، بقينا نعرف بعض من نظرة ومن غير ما حد فينا يتكلم، اتعودتي على طبعي واتعودت عليكِ زي ما إنتِ وحافظنا على صداقة اتولدت بينا من ساعة ما اتولدتي
يعني لا حد يقدر يوصل لمكانتك أو ياخد مكانك فطلعي الهاجس ده من دماغك، أنا عمري ما اتخلى عنك.

معشوقة النجم - الجُزء الرابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن