****
أنا أنطق بما لا تجرؤ أنت على التفكير فيه حتىفيودور دوستويفسكي
لكل شخص منا حصيلة حياة تخصه ... منا من يختصرها في ثلاث كلمات.. "ولدت أمس".. "عشت اليوم".. و "سأموت غدا"... ومنا من لا تكفيه أحرف اللغة وكلماتها كي يسرد ولو يوما واحدا من حياته.. أجل جميعنا نمتلك تلك الحصيلة وراسيل أيضا ... راسيل ايضا تمتلك حصيلة حياتها التي كانت عبارة عن بضع إهتراءات لوجودها ذاته كأن هذا الوجود أكبر خطأ في الكونية.. كأن عيشها ليس إلا إثم وتشوه حدث في العالم.. تشبه الزهرة التي يعشقها الملايين وفي اشواكها موتهم جميعا.. حياتها كانت عبارة عن رداء جميل ولكنه غير مناسب لمقاسها وكل ما فعلته انها فتقتهُ وأعادت تخييطهُ مرة أخرى كي تفرح بإصلاحه...... لا يستطيع أي أحد الاختلاف مع حقيقة أنهُ كان بإمكانها اختصار كل ذلك وإبقائهُ في الخزانة.. التعايش مع الوحوش والسباحة في نفس بحور الدم التي يسبحون فيها مع ذلك هي لم تفعل.. أجل لم تفعل.. لم تستسلم.. لم تيأس.. حاربت وقاتلت ذاتها من الداخل في حب لا أمل منه وأعدائها في الخارج بامتناعها عن تقديم المعلومات لهم.. بنت لنفسها حياة جميلة رغم كل المعوقات ...... شابة في عقدها الثاني فعلت كل هذا وفي النهاية وجدت نفسها الآن تقف أمام انهيار تلك الحياة التي بنتها.. تقف أمام حطام أحلامها تنظر بعيون متسعة مليئة بالدموع ككل مهزوم لم يجد الوقت حتى لرفع راية الاستسلام..
تبا ... تبا ... تبا ... هذا كل ما خطر ببال ايلام وهو يرى راسيل تشحب كالموتى عيناها تغرقان بمحيط من الفراغ وقلة الحيلة بينما تحاول يدها لمس ايطار الباب بارتعاش كي تبقى واقفة على ساقيها ولا تقع ارضا.. من شدة رعب ما سمعته للتو.. كان الامر كما لو انها سمعت بأن حياتها انتهت للتو.. لا بل كان الامر اسوء من ذلك بأشواط.. الكلام الذي سمعته من فلامينغوا كان أسوأ من الموت نفسه.. بالطبع سيكون كذلك لأنها ابدا لم تكن مستعدة له.. شيء لم يكن لا في البال ولا الحسبان وفجأة كانت واقفة امامه تحاول استيعاب تطور الأمور السريع ببطء شديد كأن عقلها توقف عن التفكير.. اجل رأى الامر بعينيها..
المسكينة كانت تضن ان الحياة أخيرا نظرت لوجهها.. انها بنت عالم صغير جمعت فيه أضخم إنجازاتها التي خرجت بها من الحياة وفي النهاية تجد ان كل ذلك مجرد كذبة.. مجرد سخرية أخرى من سخريات القدر.. لذا نعم لم تكن بخير ابدا.. هذا آخر ما قاله لاعنا تحت أنفاسه وهو يحرك نظره لفلامينغو الذي ارخى قبضته المميتة من على عنقه عيناه تنظران لراسيل ببرود تام وظلام اشبه بكهف تسكنه الشياطين.. ملامحه في ثانية واحدة تحولت من الهمجية والجنون للبرود التام هكذا بملامح خالية وجامدة تمركز بنظره على جسدها المرتجف بطريقة كانت تلتهم روحها ولم ينبس ببنت شفه ... لم يتكلم.. لم يبعد عينيه عنها... اجل لم يفعل شيء و هي كذلك كأن الزمن توقف بهما و كانا سيبقيان هكذا لآخر ثانية في حياتهما لولا تكلمه هو قاطعا ذلك الصمت الاشبه بهدوء ما قبل العاصفة
أنت تقرأ
𝟑𝟑𝟑 𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐇𝐀𝐋𝐅 𝐃𝐄𝐕𝐈𝐋 مكتملة
Actionالشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما ... بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت أحمل أنا نصفه الآخر ... أجل كانت حياته بين يدي و كان موتي بين يديه...