*ماذا لو عاد معتذرًا؟
معتذرًا !!
معتذرًا عن ماذا !
إرتطم بي في كتفي بالخطأ ؟
أم تأخر على موعد اتفقنا عليه !
ألربما معتذرا لأنه لم يلقِ عليَّ تحية الصباح مثلًا!؟
أو لأنه نسى إهدائي باقة من الزهور متغزلًا في عيناي!!!أتشفى جروح القلب و عِلاته بالإعتذار !
وإن شفيت فماذا عن الندوب !؟
أيتوقف نزيف الروح بكلمة " أعتذر " !؟
أتسامحنا الوسائد على الدموع التي ذرفناها فوقها!
أتسامحنا الأعين على ليال ذبلت فيها بالسهر والبكاء وحرمان النوم !
أينسى العقل أيام من التفكير المفرط أرهقته ليلًا نهارًا لسماعه كلمة " أعتذر " ؟
لا أريده معتذرًا بل لا أريده على أية حال ولن يعود معتذرًا فهو أضعف و أجبن من الإعتذار فحتى الإعتذار يحتاج إلى شجاعة هو لا يملكها و لن يملكها
لم نتعلم الكره يومًا و لن نرهق أرواحنا بهذا الشعور فإما صديق أو حبيب و هو ليس هذا و لا ذاك فما عاد سوى غريب لا يمثل شيئًا على الإطلاق فكيف له أن يعتذر !؟- ماذا لو عاد معتذرًا ؟!
لا مكان له و لو جاء بثقل الأرض ندمًا!!ابتسمت راسيل و هي تنظر من نافذة غرفتها المطلة على الحديقة حيث كان إيلام يركض خلف أورا و الآخرى تضحك هاربة منه .. كان عمرها سنة اليوم على الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ستتمم سنة مع ذلك كانت تستطيع الوقوف على ساقيها .. اللعينة الصغيرة منذ اليوم الذي تحركت فيه و لم تترك مكانا لم تحشر نفسها في وسطه .. حرفيا أفقدتها عقلها مرة تجدها في الثلاجة و مرة وسط آلة الغسيل و مرة أخرى في درج الحمام بجانب مواد التنظيف نائمة .. مع انها حريصة جدا و تراقبها كظلها مع ذلك الصغيرة كانت ماكرة بمجرد أن تنام تنزل من السرير و تزحف بعيدا عنها ..
هزت رأسها بسخرية و هي ترى كيف كانت تبدوا جميلة جدا .. نسخة مصغرة عنها شعرها بني قصير ناعم و لكن يشكل دوائر حلزونية مضحكة .. بشرتها عادية عيونها كبيرة و تمتلك رموش كثيفة جدا إضافة إلى أنف صغير و شفاه كرزية ... لم تأخذ من والدها شيئا من شكله و لكن داخلها نسخة عنه .. لديها روح قيادية جبارة و شخصيتها عنيدة .. حرفيا تمتلك نظرته المميتة و تصبح مرعبة أثناء الغضب .. آخر مرة غضبت كسرت كل ألعابها و هذا كله لأنها ارادت أن تغير لها ملابسها .. الشرسة تكره خلع ملابسها مثل والدها تحب دائما البقاء بملابس الخارج على أمل أن تخرج قليلا ... و هذا حقا يمزق قلبها .. مع كل يوم تكبر فيه طفلتها كانت تلاحظ أنها محرومة من عدة أشياء يحظى بها الاطفال في عمرها ... صغيرتها لم ترى البحر و لا مرة .. لم تذهب لمدينة الملاهي .. لم تتجول في الشوارع و الطرقات .. لم تأكل في المطاعم و ترى أطفال في سنها لتلعب معهم .. حرفيا كانت أسيرة هذه الأسوار العالية و بشخصيتها المتمردة كانت تجد صعوبة في التحكم فيها ... هزت رأسها بسخرية تلاحظ كيف ضربت إيلام بالكرة بينما سقط الآخر يدعي أنها هزمته لتنفجر صغيرتها ضحكا تصفق بيديها ... أضيفوا لمواصفاتها أنها مجرمة صغيرة تحب الضرب و العنف لا تفهم من أين لها بذلك ... كل مرة تراها تتحدث في الهاتف و ترفض أن تقدم لها الهاتف تقوم بسحبها من شعرها و تأخذ منها الهاتف بالقوة .. لديها قوة كبيرة أصابعها رغم صغرها و لكنها فتاكة .. أصلا قد تنسى أي ألم في العالم و لن تنسى يوم ولدتها .. تبا حرفيا كادت تموت في ذلك اليوم لم تخرج إلا بعد أن سحبت منها انفاسها و رغم أنها كانت منهكة .. متعبة و فاقدة لكل قواها إلا أنها لم تسمح لجسدها بأن يتغلب عليها .. لم تنم حتى رأت وجه طفلتها و احتضنتها و ما إن قدمتها لإيلام ... في تلك اللحظة فقط نامت و هي مطمئنة عليها إيلام الوحيد الذي سيموت من أجل صغيرتها بدون أن يرف له جفن .. من يراه سيعتقد أنه والد الطفلة ..
أنت تقرأ
𝟑𝟑𝟑 𝐎𝐍𝐋𝐘 𝐇𝐀𝐋𝐅 𝐃𝐄𝐕𝐈𝐋 مكتملة
Actionالشقة "333" نعم كانت هي ... كانت نفس الشقة التي بدأ فيها عذابي .. هكذا وقفت أمامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون أبحث عن الحب الذي لم أجده فيها يوما ... بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت أحمل أنا نصفه الآخر ... أجل كانت حياته بين يدي و كان موتي بين يديه...