الفجر السابع عشر

4.4K 187 5
                                    

عند بداية اشراقة الصباح الباكر كانت ليل تفتح عينيها المنطفئتين ترنو للسقف الشبه معتم للحظات قبل أن تلتفت رأسها ببطء حيث جسد شروق الهانئة بنومها الرتيب بجانبها ..

 

إنها تشاركها النوم منذ أيام .. بعد ما حدث بينها وبين فجر تحديدا ..

فقد أخبرتها شروق بأن المرأة عندما تغضب من زوجها تذهب لبيت أهلها حتى يراضيها ..

وهي - شروق - أهلها ..

لذا أصرت على بقائها في غرفتها متجاهلة تذمر فجر الذي لم يكن رافضا بجدية وكأنه بالفعل لا يرغب بقربها ولا يمانع نومها مع أمه ..

 

وهكذا .. مرت الأيام بينهما بتباعد تام من الطرفين كل منهما في عالم آخر يسبح فيه معيدا حساباته ..

دون أن يجدا نقطة التلاقي بعد أو يحددا ما القادم ..

تاركين شروق بينهما بجهل تام لما يحدث ..

 

و تلك الأيام التي مرت كانت تستعيد فيها توازنها فترى إلى أي درجة كانت دنيئة رخيصة بأفعالها ..

كلما تذكرت ما فعلت ترتعش بذعر ..

لو انحدر فجر معها إلى وحلها ماذا كان سيؤول إليه حالها .. بل حالهما معا !

إلى أي درجة هي مشوهة جدا فأرادت تشويهه معها بدافع الخوف من العودة تحت سيطرة من لا رحمة في قلوبهم ..
 


زفرت ليل باختناق ثم استقامت مغادرة السرير بتمهل حتى لا توقظ أمها وخرجت من الغرفة تتوجه للحمام ..

عندما وقفت أمام المرآة كانت تنظر لوجهها في حاله الذي يرثى له ..

لكنها لم تقف عند هذا كثيرا فعلى الأقل هي مجرد آثار بكاء وأرق فقط دون علامات ضرب أو صفعات طائشة !

 

خرجت من الحمام تجفف وجهها فشعرت به موجودا بالمطبخ ..

كنسمة فجرية باردة مداعبة لقلوب متقدة ..

 

اقتربت بخطوات مترددة جبانة تقف على باب المطبخ فتجده يعطيها ظهره منشغلا بما يفعله كل يوم من تجهيز طعام الافطار حتى نصفه ليُنهيه ما أن يعود إن لم تفعل أمه ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن