Part 33 : لصوص الألماس

443K 13K 32.2K
                                    

أمي دعت الرب لتحصل على إبن خروف
لكنها طوال حياتها ربت ذئبا
..................................................................

أطلق سالفادور سيرجيو بعض الشتائم تحت أنفاسه و هو يضغط على المكابح في سيارته يتوقف وسط الشارع بطريقة عرضية ....

صوت الرعد و المطر في دولة باردة كصربيا في ليلة مظلمة كهذه لم يكن بنفس ظلمة و سوداوية مزاجه أين موجات غضب كثيرة كانت تصدر منه تجعل الجو خانقا داخل سيارته..

لقد كان محاصرا و الرصاص نفذ منه...

لذا من المنطقي أن فكه انقبض و هو يتنفس ليتحكم بغضبه ثم سحب خصلات شعره البنية الطويلة للأعلى و طقطق عظام رقبته قبل أن ينحني يحمل قارورة البنزين الكبيرة  التي سحبها من المقعد الخلفي أثناء فراره من الرصاص ثم ثبتها على حافة الباب و أمالها يحرص  ألا تتحرك حين يخرج هو من السيارة...و فقط حين نجح في وضعها مد يده يفتح الباب في نفس الوقت الذي نزع فيه غطاء القارورة يسمح للسائل بأن يتدفق و أخيرا يسقط ارضا حول سيارته...

و مع الظلام و خروجه هو من السيارة لم ينتبه أحد لذلك بحكم تركيزهم معه فقط و بكيف رمى مسدسه الخالي أرضا...

مباشرة تبلل من المطر القوي و حركت الرياح العنيفة سترته التي كانت ترسم بنيته الضخمة بشكل مبهر...بينما أعينه الصفراء كأعين الأفعى لمعت برغبة عارمة للقتل و هو يرفع أيديه للأعلى باستسلام و شبح إبتسامة باردة تزين شفاهه..

ثلاثون رجلا كانوا يحاوطونه من كل الجهات بأسلحة مصوبة نحوه و سياراتهم تغلق الطريق عليه و لم يكن هذا ما أزعجه...فالمافيا غير مضمونة و الموت يأتيك في أية لحظة...لكن ما أزعجه كان أنه قتال غير عادل في يوم غير ملائم...

كان أضخم بنية من كل الرجال هنا و بيده يستطيع كسر عظام عشرة منهم في دقيقتين...لذا كان من الذكاء أنهم يحملون رشاشات قادرة على حفر ثقب في  جبل و يصوبونها نحوه كأنه تمساح مفترس...

و الحقيقة كانت أنه كذلك...حتى الوشوم في يديه و أعلى رقبته كانت وشوم على شكل طبعات جلد تمساح تمنحه هالة رجل من غابات الأمازون ...خصوصا لون أعينه و ضخامة جسده ...

" لقد انتهى الأمر سالفادور...لقد ضيعت وقتنا بما فيه الكفاية "

نطق أحد الرجال بغضب  و الذي من وقفته يبدو كالمسؤول عن جماعة المراهقين هذه و شيء في لكنته كان أجنبيا ...و رغم انتباه سالفادور لهذا إلا أن ابتسامته الباردة اتسعت...كان الوغد محقا...لقد ضيع وقتهم...لا يعتقد أن هناك شخص عبث مع الموت كما عبث معه هو اليوم...لقد تجنب رصاصات منهم الليلة قادرة على بناء كنيسة بالمعدن فيها...

و رغم غضبه الذي يحاول كبته من أنه وسط محاولة اغتيال سيموت فيها بعد لحظات إلا أنه كان يدرس كل شيء حوله بنظرات متفحصة...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن