الفصل السادس والعشرون "مارسيل؟"

Depuis le début
                                    

ثم فتحت الباب ببطء وتركت الغرفة ورأسها مرفوعاً وجسدها يتمايل من جانب إلى آخر بكل ما فيها من الجمال والرقة التي استطاعت حشدها... تاركة وراءها أثراً من العطور الحلوة التي كانت تعلم أنها ستظل على الهواء لبعض الوقت في المستقبل...

كان الممر صامتاً ومظلماً باستثناء الضوء الصغير الذي يأتي من الدرج المؤدي إلى الطابق الأول حيث توجد غرفة المعيشة الرئيسية.

نظرت في المكان بحثاً عن ماكسيم حتى وجدته يقف بالقرب من بوابة القصر بصحبة فاينا في كامل حلته... لقد كان جذاباً للغاية في هذه البدلة السوداء التي عانقت عضلاته بشكل مثالي.

لاحظت بعدما اقتربت منه قليلاً انه كان يضع في جيب سترته الخاص به منديل ابيض تم تشكيله على شكل شريطة تبدو مثل الشريطة البيضاء المُلتفة حول خصرها...

اهذه صدفة ام انه قصد تشكيل المنديل بهذا الشكل ليطابقني؟

عندما اقتربت اكثر لاحظت وجودي فاينا مشيرة بعيناها تجاهي ليتحول انتباه ماكسيم للمكان الذي تحدق به فاينا.

عندما التفت تجمد مكانه للحظة ثم وجدته يمرر رماديتاه علي جسدها من الاعلي للاسفل في حركة بطيئة كأن لديه وقت العالم بأكمله ليتأملها.

وقفت في حالة توتر بالغة ونسيت كل الكلام التشجيعي الذي قلته لنفسي قبل ان انزل لهنا... بدأت ألعب باطراف اصابعي ممسكة قماش فستاني برفق منتظرة ان اري ردة فعله علي مظهري ودقات قلبي ارتفعت بشدة لدرجة اني استطيع سماعها في اذني.

ظللت واقفة في هذا الوضع القلق لبعض الوقت منتظرة ردة فعله ولكن لما لا يتحدث معي؟ فقط يتأملني... هل هناك شئ خاطئ في ملابسي؟... هذا ما فكرت فيه وانا القي نظرة سريعة علي نفسي مرة اخري ولكن ملابسي ليس بها شئ، اهو شعري؟... مددت يدي أتحسس شعري برفق فوجدته كما صففته...كان مثالياً!

وجهت نظراتي لماكسيم انظر له بتسائل بعين مفزوعة من أن يكون مظهري لم يعجبه، وجدته بالكاد يتقدم خطوة ولكن امسكته فاينا من ذراعه موقفة اياه عن التقدم اكثر ثم وجدتها تقول له شئ بلغة لم افهمها وهو يرد عليها بنفس اللغة وعيناه مازالتا تحدق بي... ثم عاد خطوته التي اتخذها تجاهي بوجه عابس.

لقد أذهلتني نظرة تلك العيون الرمادية... ما الذي يحدث هنا بحق السماء؟

لم يكن لدي أي خيار آخر سوى الوقوف مكاني دون أن أنبس ببنت شفة لأنني كنت أشعر بالتوتر أكثر فأكثر، كنت على بعد اربع الى خمس خطوات منه ولكن بدت المسافة كبيرة جداً في نظري.

كان عقلي يتسابق بجنون! ماذا كان يحدث؟ شعرت بعدم الارتياح بسبب الصمت... هذه ليست ردة الفعل التي تخيلتها!

وفجأة ... بدأت أشعر بالذعر كما تخيلت أسوأ سيناريو...

هل يجب أن أحاول الاقتراب أم الانتظار قليلاً؟ إلهي إن قلبي ينبض بسرعة كبيرة الآن! لا أستطيع تحمل الألم بعد الآن! لست متأكدةً مما إذا كنت سأصاب بالإغماء من شدة التوتر... ابتلعت لعابي بصعوبة وأغمضت عيني على أمل أن يقول شيئا، ما قريباً لكن بعد ذلك سمعت صوت فاينا تقول: امم ماكسيم كنت حقاً اريد ان اتي معك ولكني ساذهب مع أليكس... لما لا تأخذ إيما معك بدلاً مني؟

عودة  فايناOù les histoires vivent. Découvrez maintenant