Part 32 : أوتزي و حرب الروي

120K 4.1K 12.9K
                                    

لن تنفع معكِ السياسة
سأحتلكِ ثم نتفاوض..
...................................................................

أعين جان يلديز حملت فقدان التركيز و التشوش داخلها يحاول البحث عن ابنته التي اختفت منذ نصف ساعة مع إيرا و لم تعد للآن ...لهذا كان نصف مستمع فقط لحديث السفير معه...

وجود أندريه كابوني فقط هو ما منعه من المغادرة للبحث عنها أو مناداة أحد حراسه ليفعل ذلك بدلا عنه...لكنه لا يود إثارة الشكوك دون معرفة نيتهما هنا...لذا تكتم عن الأمر...

حين التفت للمحادثة مرة أخرى وجد أندريه ينظر له بهدوء شديد و بأعينه الخضراء بطريقة جعلته يود المغادرة من المكان...

كأنه يعرف عنه أشياء هو لا يعرفها...بينما الحقيقة هي...جان يلديز يعرف بالفعل لما ستؤول له الليلة...كل شيء مخطط و كل ما عليه فعله هو التنفيذ...

لذا دفع بكل قلق و مخاوف له بعيدا ليس إلا لأنه استشعر اقتراب النهاية و إن كان عليه أن يطوي الصفحة الأخيرة...فسيفعلها من أجل قضيته...و بالتالي حدق بدوره بأندريه كذلك و بنفس الهدوء المزعوم...و السفير بينهما بدا يتحدث مع الهواء...

لا أحد منهما كان مهتما بسماع ترتيبات منظمة لايت الجديدة لأعمال خيرية في بنغلاديش ...الخير الوحيد الذي يحصل عليه رجل من عالمهم هو الإستيقاظ حيا ليوم آخر...

لذا قرر جان أن ينهي معاناة كليهما حين ابتسم ابتسامة رسمية و نظر للسفير يقول له :

" ما رأيك سيد ليستو بأن تتصل و تُعلم بافرتي عن تبرعات السيد كابوني التي ستصلهم...حتى يجهزوا و يتصل محاميهم طبعا..."

نقل السفير ليستو أعينهم بين السيدين أمامه و شعر أن هناك حديث أعمال جاد بينهما لذا اومأ بابتسامة تؤكد مجاراته للحجة و قال :

" تبدو فكرة رائعة...سهرة ممتعة لكما إذن يا سادة...و سيد كابوني...سعيد بلقائك..."

أومأ أندريه له يصافحه حين مد يده تجاهه ثم أعاد أعينه للتركي يشعر بخلو المكان سوى منهما و الآن صار الأمر سهلا...

هناك أسئلة كثيرة بينهما تطايرت في الجو حاليا..بين رجلين كلاهما يعلمان ما يحدث لكنهما أطالاه كثيرا...و لسبب مفاجىء كان أندريه من تحدث يقول شيئا غير متوقع بتاتا و أخذ الآخر على حين غفلة :

" ابنتكَ لن تعود..."

نبرته بدت هادئة غير متأثرة على عكس يلديز الذي اتسعت  أعينه لوهلة ظهر نوع من الانكسار داخل أعينه لكنه سرعان ما أخفاه يبتلع ريقه و يبعد انظاره نحو الشرفة يحدق بالخارج لكي يخفي ملامحه...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن