28

5.5K 386 18
                                    

اليأس هو ذلك الشعور المقيت الذي يجعلك في المنتصف بين الموت والحياه .... بين الجنه والنار ... بين التفاؤل والاحباط ... لا تعلم موقعك بالتحديد في الحياه ..... فقط كل ما عليك هو ان لا تستلم ابداً .

جالسه علي سريرها الصغير في غرفتها .... ضامه ركبتيها الي صدرها واضعه رأسها فوق ركبتيها ....ترتدي قميص قطني منزلي يحتوي علي العديد من الرسوم الكارتونيه المفضله لديها .....لقد مر اسبوع منذ اخر يوم لها بالمشفي ..... اسبوع علي مكوثها بالمنزل بتلك الطريقه الصامته .... تأتي اليها صديقتها يوميا..... تجبرها علي تناول الطعام وربما بعض العصائر ..... تبديل ثيابها .... وضع بضع افلام هوليوديه مفضله لديها علي وضع التشغيل .... لا تنكر مجهود صديقتها الهائل لجعلها تخرج من قوقعه حزنها الغير مبرر للجميع .

تنهدت بيأس للمره التي لا تعلم عددها .... عقلها يرفض تقبل ما اخبرها به الطبيب حين قصت عليه ما حدث معها في الفتره الاخيره .... اللعين يخبرها انها كوابيس طاردتها اثناء غيبوبتها ..... ان كان ما حدث معها هو خيال فسيكون الحلم الافضل في حياتها علي الاطلاق ..... فقط تتمني لو وجدت طريقه ليستمر الحلم معها الي الابد .

ارتجفت يدها وهي ممسكه بذلك الكوب الذي يحتوي علي مسحوق الكاكاو الساخن الذي طالما اعدته لها ولسلمان في بيتهم الزجاجي .... دمعت عينيها حين مرت من امامها ذكري موقف حدث بينهم وحفظه عقلها كافضل ذكرياتها علي الاطلاق

Flash back.......

كانت تجلس علي اريكتها البيضاء الجلديه المفضله في هذا المنزل الزجاجي .... تراقب قطرات المطر المنهمره في هدوء حول المنزل بشغف حقيقي .... فهي لطالما عشقت اجواء الشتاء البارده ..... تتابع بعينيها تدفق الامطار فوق الزروع المحيطه بالمنزل .... واختلاط مياه الامطار بمياه الشلال المتدفقه امامها ليعطي لوحه طبيعيه خلابه ودت لو جلست تشاهدها هكذا الي الابد .....

اخرجها من شرودها اهتزاز طفيف نتيجه انخفاض جزء من الكنبه لجلوس هذا الملك العملاق بجانبها..... نظرت له لتجده يمد يده يمسك الكوب الذي قامت باعداده له مسبقاً ويبدأ في الارتشاف منه .... بينما مد يده الاخري مترددا يحيط بها كتفيها بتمهل وهو يراقب رده فعلها خوفاً من ابتعادها او نفورها منه او انها مازالت علي تحفظها تجاهه .... ولما وجدها ساكنه زادت قوه يده حول كتفيها وهو يضمها اليه بين احضانه .... وما جعل ابتسامته تظهر علي الفور هو احساسه بها تضم نفسها بداخل احضانه اكثر في محاوله لتدفئه نفسها بسبب الحراره المنبعثه من جسده كخاصيه تميزه كمستذئب عن الكائنات الاخري ..... فهو درجه حراره جسده ترتفع تلقائيا كلما انخفضت درجه الحراره المحطيه به .

زادت من ضم نفسها اليها كلما شعرت بإزدياد الدفيء المنبعث منه مما جعل ابتسامته تزداد .... ولكنها لا تدري ان قربها ذلك يكاد يهلكه ويفقده السيطره علي جسده وعقله معاً .... فحاول كسر تلك الهالة المحيطه بهم سريعاً حتي لا يطلق العنان لتنفيذ افكاره المتدفقه في عقله والاشد انهماراً من قطرات المطر المحيطه بهم .

مستذئب من شارع الهرم ( كامله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن