Part 30 : كالسبعة تموتون

131K 4.5K 9.2K
                                    

حين لا يتبق أمامك شيء لتحرقه
أشعِل نفسك...
...................................................................

نظرت الفتاة الصغيرة للمرآة بانزعاج تكبت عبوسها لأنها لا تود أن تبكي...والدها يقول دوما أنها إبنة الفاديتا و الفاديتا أقوياء...كذلك كانت هي..

لكن لا يسعها كفتاة صغيرة سوى أن تحدق بأعينها الزرقاء الواسعة كيف أن شعرها بات أسودا من جديد...لقد قام والدها بصبغه صباحا ما أن لاحظ الجذور تعود للونها الأصلي...و هذا أحزنها..هي تود أن تكون كدمية الباربي...شقراء بأعين زرقاء...والدها لا يحب باربي على الأغلب لهذا كان يغير لها لون شعرها...

تنهدت إيرا ترتب فستانها الجديد تمسح غبارا وهميا و التفتت تعود لسريرها أين استلقت قطتها السوداء الصغيرة تأخذ قيلولة...ليس و كأنه وقت القيلولة لكن سيمي كسولة جدا...و النوم عندها هو الروتين الوحيد...

والدها يخبرها دوما أنه يفضل التخلص من مؤخرتها المنحرفة اللعينة على أن يصرف طعاما على مؤخرتها المنحرفة اللعينة...هي لا تعلم ماذا يقصد بمؤخرة منحرفة لعينة لكن بدا لها الأمر رائعا جدا...و حتى أنها تفكر بقوله للمعلمة بعد غد...

صعدت إيرا فوق سريرها ترمي جسدها عليه تستلقي على بطنها و تنفخ وجنتيها بملل ... بيد مسحت على فرو سيمي بينما بالأخرى  أعادت حمل القطع المرمية على السرير...لعبة اليوم التي اختارتها لها أمها كانت تركيب خريطة العالم أين كل دولة تحمل أحد الحروف الأوكرانية في الخلف و التي يجب أن تتعلم عدم الخلط بينهم...ثم تحفظ عواصم الدول كلها من الشريط في التلفاز...و تختار ستة دول تصنف الأخطر من حيث الأمن..

هذا كان مملا جدا لأنه سهل...لكنها لم تخبر أمها بهذا حتى لا تشك بأن إيرا ووالدها يلعبان ألعابا أخرى في الليل...ممتعة أكثر و سرية فقط بينهما...

وعدها والدها  أمس أن يعلمها الليلة أسماء قطع الطباشير و حجمها ...و هي تشك أن ذاك الشيء إسمه رصاص بعدما رأته في التلفاز و ليس طباشير...لكنها مجددا لم تخبر والدها حتى لا يتوقف عن اللعب منها...

هو يعتقد أنه أروع أب...و أمها تعتقد أنها أروع أم...من الصعب جدا أن يكون المرء إيرا فاديتا التي تشبه اللحم وسط  قطعتي خبز السندويتش...والديها يودان أخذ القطعة الأكبر منها و يتنافسان دوما على من منهما ممتع أكثر...

هي تعلم أنها رائعة جدا ...حتى معلمتها قالت لوالدها ابنتك مريعة...الأمر نفس الشيء على الأغلب...لذا أجل...هي أروع فتاة في العالم...

تنهيدة أخرى فلتت من شفاه الصغيرة وهي تضع خريطة دولة أخرى في مكانها....لو فقط يترك والدها شعرها كما هو...كانت ستصبح جميلة جدا...

أصدرت قطتها صوتا لطيفا جعل إيرا تبتسم تظهر أسنانها الصغيرة أين بالفعل فقدت سنا من الأسفل و صارت ضحكتها بريئة جدا...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن