صراع المافيا

Part 29: مقاتل اليوكونيري

لن يكون الجحيم جحيما
إن كنتَ تحب الطريقة التي يحرقك بها
.........................................................................................................................................

"ربما هي صدفة.. "

نبرة أندريه كانت غريبة وهو يبدو حذرا في قول هذا يحتاج تأكيدا منها أو نفيا لحقيقة ما تقوله لكن نظرتها لم تتغير بل ظلت ثابتة هادئة و هي تضيف تراقب اعتدال جلسته :

" فكرت بذلك أيضا...لكن رجال أبي قالوا أن ردة فعله حين علم بقدوم والدك لأوكرانيا كانت غريبة ..."

" غريبة كيف؟.."

ترددت إيرا لوهلة تمنحه بضع ثوان من الصمت و شيء في أنه يحافظ على ثبات عجزت عن فهمه كليا حتى و هما هنا يناقشان موضوع احتمالية ارتباط والده بقضية قتل والدها أو بما يحدث حاليا...

مع ذلك لم تكذب عليه و قالت له نفس الكلمات التي نقلها الرجال لها بالحرف الواحد :

" كما لو أنه كان يتوقع ذلك..."

شيء في عبارتها كان يمثل كارل فاديتا في الحقيقة...

والدها كان رجل أسرار...يفعل الكثير خفية و يعلم الكثير خفية كذلك ...و لن تستغرب إن كان يعلم بشيء كهذا لكن الغريب هو أنه لم يتصرف حياله...بل فقط أمر رجاله الأوفياء الذين نقلوا الخبر له بأن يحتفظوا بذلك سرا و يغلقوا الموضوع...

الآن هذا بدا لها مريبا أكثر...

صوت أندريه أخرجها من شرودها في الطاولة لتنظر له حين سألها بجدية بطريقة أشعرتها أنه يحتاج لمعرفة جوابها حقا :

" هل تعتقدين أن والدي له علاقة بموت والدكِ؟.."

ها هو السؤال...الذي دار في ذهنها قبلا و الذي دار في ذهنه توا...و من طريقته في المسح على ذقنه بأصابعه شعرت أنه ينتظر جوابها أكثر من أي أجوبة أخرى...

فقررت أن تكون صادقة كليا و تقول له كل ما يجول داخلها من أفكار حيال هذا :

" لا...لا أعتقد ذلك...جدي تكفل بالفعل بقتل من اغتالوه قبل سنوات و لو كان للكابوني يد في ذلك لساءت الأوضاع حينها نظرا لأنكم المشتبه به الأول...لكن هذا لم يحدث...ثم لو أراد والدك أن يقتل أبي لما فعل الأمر بتلك الطريقة يترك خلفه دليلا و يذهب بنفسه بتلك البساطة...ثم حادثة الإغتيال لم تكن منظمة ...لقد كنتُ هناك و أتذكرها جيدا.."

كانت تعني ما قالته...فجدها حين مات والدها توجه مباشرة و قتل المسؤولين عن ذلك كأنه كان يعرفهم بالفعل لكن طبعا هي لم تنتبه حين قالت الجملة الأخيرة أنها قضبت جبينها و ضغطت على قبضتها قليلا تتذكر اللحظة المعنية بالضبط و هو يوم قتل والديها...