قِديس

2.1K 117 403
                                        


دوما كوتوها ون شوت.
قراءة ممتعة.

______________

تحت ضوء القمر، شاهدها ترقص.

شاهدها تدور وتدور وتدور الى عالمٍ آخر، شاهد خيوط شعرها تلتف من حولها كالعباءة، لاخفائها، لابقائها بعيداً، وكأنها كانت هناك ولكنها لم تكن، في كل مكان ولا مكان، وتساءل، في اغلب الأحيان، اكانت حقاً هناك، ام كان الامر في رأسه فقط؟

ولربما كان، في رأسه او في قلبه، هي كانت كل ما شعر به قط، وجعلته يشعر، بكل شيء ولا شيء بذات الآن.

وهكذا وقع القديس في الخطيئة كل ليلة.

_______________

كانت مجرد فتاة، يافعة، ساذجة، غبية، تحمل طفلاً بين ذراعيها، تركض في الغابات وبين الأشجار، باحثةً عن مأوى، عن مسكن، عن مكانٍ لتحتمي فيه مما حل بها، فالبرد لم يكن اشد قسوة، والليل لم يكن اشد ظلمة، والغابة لم تكن اشد رهبة، هربت كوتوها من منزلها الى لا مصير لها بالتحديد.

"ماما سوف تحميك" تمتمت للرضيع بين يديها من خلال شفاهها الممزقة.

"ماما ستبقى دائماً معك" شعرت بالعالم يدور من حولها والدم يقطر من جبينها.

"ماما هنا دائماً وابداً" اغمضت عيناها المنتفخة عندما لم تعد تقوى على فتحهما.

"ماما.. ماما..." سقطت الى الأرض عندما لم تعد ساقيها الهزيلتان تقوى على حملها.

_____________

عاد دوما الى رشده عندما تم طرق الباب بقوة، لم يكن يفعل شيئاً ولكنه جفل وكأنه تم للتو القبض عليه يفعل شيئاً فاضحاً، "نعم؟"

انفتح الباب، عدل دوما قبعته فوق رأسه وارتدى ابتسامته المعتادة، طل رأس الخادم امامه، "أيها المؤسس الكريم، وجدنا امرأة نصف ميتة في الغابة" قال وهو يحني رأسه الى الأسفل باحترام.

يا لها من طريقةٍ لبدء يومه، نهض دوما من مكانه، "حسناً، لنرى ما يمكننا ان نفعله من اجلها" قال وهو يتبع الخادم اسفل الردهة وهو يقوده اليها.

احتشد التابعون في ردهة المعبد، تصاعدت الهمسات الخافتة والتمتمات تحت انفاسهم، تجاهل دوما الثرثرة وهو يمر من بينهم، ابتعد الناس عن طريقه وانحنوا امامه بمجرد ان شعروا بوجوده، تغنوا له بالحمد والشكر، على تكريس نفسه لخلاصهم الكامل.

نثر لهم ابتساماتٍ زائفة، وان استطاع ان يشعر، لكانت صادقة، وعندما دخل الى الغرفة، توقف الطنين والتمتمات.

وكذلك هو فعل، توقف دوما في ارضه ايضاً.

نظر اليها، رمش مرة، مرتين، كانت ترتعش تحت البطانية، جسدها الهزيل يرتجف بلا حولٍ ولا قوة بينما شق هواء رئتيها الساخن طريقه من بين شفاهها ليتبخر في قسوة البرد المحيطة بها، كان خديها محمرين، وجهها متورم، شفاهها منتفخة وممزقة، وتسلل جرحٌ الى جانب رأسها من أعلاه الى سافله.

قِديس - Douma x Kotoha ون شوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن