الفصل الاول ~جنازة ~

612 18 9
                                    


اليوم لا ادري اية مشاعر يجب أن تساورني مشاعر حزن لفقدان قريب أو مشاعر فرحة لإنتهاء كل شيء كان يقف أمام
سعادة مؤقته، لطالما يقولون إن الحديث عن الميت بالسوء أمر غير مقبول لكن لا استطيع كبح نفسي من عدم التحدث، لذلك سأتحدث عن الأمر مع نفسي فقط. على مر 19 عاما لم يتغير عمي ابدا كان لا يزال كما عهدته اول مره، شخص ذو مزاج سيء ووجه  قبيح  يزداد قبحه بتلك الملامح التي يصدرها، عندما يغضب وعلى اتفه الاشياء، ورغم كل هذا وكل الاساءات التي يسببها لنا كان والدي يجبرني دائما للذهاب معه في زيارته، ولطالما ردد عبارة *اذا لم ترضى بعائلتك فمن يرضى بها* ان كلامه يضحكني فهو يحاول جعلي اتقبل قمامه أنتجها جدي فقط، لكرهي له حتى دموع التماسيح(دموع كاذبة) لا تأبه مغادرة عيني اكتفيت بصنع وجه عبوس كي لا اظهر سعادتي بدون قصد، كانت امي وزوجة عمي يبكون في الزاوية، وقربهم جدتي تحاول اخفاء حزنها، ابي وجدي غادروا من أجل مراسيم الدفن، كان لعمي ولدين وبنت واحدة، الاول مسافر أما الثاني غادر منذ الصباح ولم اجده، خرجت من البيت على خطوات بطيئة احاول استكشاف الحي جيدا، استدرت وراء المنزل لأجد ألان (ابن عمي الاوسط) قادم وبمظهر غريب، ألقيت التحية وقلت
أنا : ظننتك ذهبت لتحضر مراسيم الدفن؟ ماذا كنت تفعل وراء البيت بالمناسبة؟
ألان (وهو يحاول إصلاح شعره) : لا اريد ان اذهب، مراسيم الدفن تخيفني، اتيت الى هنا فقط لأني اعتدت الجلوس وراء البيت.
عم ألان بذهاب تجاه البيت فقلت له : إذا كنت ذاهب الى البيت فالوضع سيء هناك وصوت البكاء مزعج جدا،
نظر لي ببتسامة خافتة وقال : لا بأس لقد حصلت على شيء جعل مزاجي جيدا
قال ذاك وهو ينظر الى المكان الذي جاء منه، قلت بستغراب : لا تقل انك كنت تدخن أو تتعاطى المخدرات
ركضت بسرعة لوراء المنزل ولم اجد شيئا، كل ما كان هناك هو آثار أقدام شخص آخر بالإضافة لألان، عدت إليه بسرعة فوجدته غادر، لحقت بيه وانا اركض وضعت يدي على كتفه وقلت له : تدري كم انا فضولي ولا تريد ان تخبرني
اكتفى اللان  بضحك فقط وكان يطلب مني التوقف عن دغدغته(نضحك في جنازة والده اعتقد انا وهو نحتاج للبحث عن ضمير في اقرب وقت ).
خطينا أول خطوات داخل البيت لنسمع سجى(اخت ألان الصغرى) تصرخ بصوت عالي قائلة : كيف أمكنكم التفكير في بيع بيتنا؟؟!!!! الا تعرفون ما مر به أبي كي يشتريه؟ كل ذكرياتنا هنا، بحق الجحيم مالذي تفكرون به!!!!!
ركضت الى الطابق العلوي وكان صوت بكائها لازال يتردد صداه عندنا، كان الجو مكهربا  للغاية، أزوجة عمي تفكر في بيع بيتها؟ لكن لماذا، وانا افكر في اجوبة للأسئلة اجهل صحتها، طلبت مني امي وهي شبه منهارة ان اخد اخي آدم واغير له ملابسه، جلست على الكنبة وسألته عن ما كان يحدث، طبعا لم يجيب هذا كان نبذة عن غبائي اسئل طفل عمره 4 سنوات عن أمور حتى الكبار يجهلونها، اطفئت الضوء وغفوت بجانبه، استيقظت على تمام الساعة الرابعة مساءاً، ألقيت نظرة خاطفة على الحي من النافذة، لأجد شاحنة ذات اللون الأبيض بجانب البيت، وتسألت لمن هي، نزلت من الطابق العلوي فوجدت ألان يجلس في اخر الدرج، جلست قربه واستغليت الفرصة لأسئله عن لمن تعود تلك الشاحنة
ألان باستغراب : أحقا لا تدري؟
أنا : أجل!
ألان : إنها  لعمي محمود، لقد جاء لأخد جدي وجدتي معهم.
أنا بتعجب : بهذه السرعة؟؟
ألان وهو يحاول اعادة هاتفه لجيبه : انت تعرف هم لا يستطيعون ترك البادية لأكثر من يوم.
انا بكل اقتناع : أجل اتفق معك، إذن ما قصة بيع المنزل؟
ألان : انه ليس بيع، ابي اخذ قرضا من البنك ووضع البيت ضمانة الآن هو غادر والبنك ستحجز على البيت… علينا المغادرة في أقرب وقت.
انا : الوضع معقد، لابد انه مبلغ كبير، السؤال ما الذي سيفعله عمي بكل ذلك المبلغ؟
ألان : انا مثلك، تماما
انا : اذن اين هي وجهتكم بعد إخلاء البيت
ألان : بتأكيد الى بيتكم
أنا : كنت أعرف لكن أيرضيك ذلك
ألان بتعابير عادية : اجل لا أجد مانعا في ذلك.
سجى بصوت مرتفع وهي تنزل من على الدرج لتجلس قربنا ونحن في ذهول : لا يرضيني ذلك
أنا باستغراب : ولماذا؟ لطالما احببتي بيتنا
سجى : علي، أنت ساذج لقد كنت اجاملك فقط ،غرفتي تساوي بيتكم كله وتقول لي لطالما احببته، انت سخيف
ألان : اتفق بيتكم صغير للغاية، بكثرة ما هو صغير يوم ضاع مني هاتفي وجدناه بسرعه أتذكرين؟
سجى : اجل… اجل… لن انسى ابدا يوم كنت نائمة وسمعت شخير علي في الغرفة المجاورة، بكثرة ضيق البيت
أنا : مهلا… أنا لا أشخر
ألان : كيف ستعرف ونحن من نسمعه
سجى : ياليتني كنت صماء
ألان : اتمنى ان تكونوا أنهيتم اصلاح الطابق العلوي سأنتحر اذا نمت مع علي في نفس الغرفة
سجى : في أحلامك حتى بوجود مليون طابق البيت لن يتغير
وقفت بالمنتصف وصرخت
انا : مهلا!....مهلا! اشعر انكم تتكلمون على قفص وليس بيت؟!
سجى : للفئران ارجوك
أنا بغضب : سجى !!!!
سجى وهي تضحك : حسنا في الاخير سوف نعيش معا لا مفر من بيتكم
ألان : لما لا تذهبين لسكن الجامعي؟
سجى : يا غبي انا لازلت في الثانوية
آنا : كم مرة رسبتي؟
سجى : عدد مرات تدفق الغباء في عقلك
أنا : سجى!! بجدية
سجى وهي تضحك : حسنا…. اني امزح… انا فقط احاول نسيان حزني
جلسنا نتبادل أطراف الحديث وتوقفنا بمجيء امي بوجهها الشاحب.

يتبع.....


"لا تنسوا وضع التصويت وكتابة تعليق ✨❤️"

منعطفات شائكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن